عزيزتي الطيبة تقوى
لا أعرف حقاً مالذي جعلني اليوم أتصفح محتوى هذا القسم الذي يزخر بقصص الناس وشكواهم رغم أني أمرّ
به عشرات المرات في اليوم الواحد لكن شعرتُ بشيءٍ يشدني لقراءة ردودك على الآخرين فأحسستُ
بيد حنانٍ عميقة الدفئ ترّبت على الكتف الذي تهاوى من ثقل الحزن والأسى والماسحة على رأسٍ
يشتعل بالوحدة والضيق .
لا أبحث عن حلٍ لمشكلة لأني تجاوزتُ مرحلة التفكير في الرجوع إلى هؤلاء وأعني بالحديث أشخاصاً
من أهلي ربطتني بهم علاقة طويلة المدى وما أريده هو الفضفضة والحديث فالمؤلم أني لم أكتشف عدم حبّهم لي إلا متأخرة جداً فيظلّ
السؤال عالقاً في ذهني : لماذا اعتمل الحسد والحقد في قلوبهم تجاهي رغم مودتي تجاههم و رغم
أني لا أعيش حياةً أفضل منهم ؟ لماذا اتسمّت معاملتهم لي بالمزاجية وكأنهم يعتقدون بأحقيتهم في ذلك ؟
بمرور الأيام تراجعت علاقتي معهم حتى انقطعت تماماً وعندها فقط تحسّنت أحوالي وتغيّرت للأفضل
وبدأتُ أرى جيداً وصرتُ أجيد تحليل نفوسهم تجاهي فهم يكرهونني ويحسدونني اعتقاداً منهم أني أحوز
بما يتمنونه وهم لا يحوزون شيئاً رغم أني بنت يتيمة فقدت أبي وأنا في الثالثة من عمري ومررتُ بظروفٍ
تعيسة جدا اضطهدني فيها البعض لعدم وجود أبٍ يحميني ويدفع شرّهم عني . وأشّدها إيلاماً وأذىً أنني
لم أستطع إكمال دراستي في الجامعة بسبب التعسف والظلم الذي تمارسه الحكومة الجائرة ضدنا في
البحرين حيث بدأوا بتضييق الخناق على الطلبة في ذلك العام بشكل علني وقد جاهدت لتقبل التخصص الذي فرضوه فرضاً عليّ إلا أني لم أستطع فقد كنتُ أتمنى دراسة تخصص أحبه ولا تهمني الوظيفة بقدر ما يهمني تحقيق طموحي في مجالٍ أحبه وأميل إليه والنتيجة هي أن لم أكمل شيئاً.
أحبُّ أن أذكر بأني وبعد التخرج من الثانوية أصبت ببلادة غريبة ما زلتُ أجهلها . صدقيني لا أدري
سببها , هل يجدي القول بأن الإنتقال إلى المرحلة الجامعية يختلف كثيراً عن المراحل السابقة لكن
الناس كلهم قد تعايشوا مع هذا الأمر لكن ما حدث معي هو العكس تماماً فلا أكذب ولا أبالغ إن قلتُ بأني
ومن اليوم الثاني من التخرج قد نزلت على أمة رأسي مصائب ومشاكل شتى وكأن العقبات قد بدأت
مشوارها من تلك المدة . لم تكن الظروف مهيئة لتفهم الجو الجامعي المقبلة عليه وإضافة إلى ذلك
لا أعرف كيف أصف شعوري آنذاك وكلّ ما أعرفه هو أن الظروف وقفت وقفاً شديداً ضد الدراسة.
هل ابتعدت كثيراً في الحديث ؟ اعذريني ولكني ما زلت أشعر بالألم رغم مرور عدة أعوام والحال
على ما هو عليه لم أكمل الجامعة وكلّما بحثت عن جهة للدراسة طالعتني العقبات والعراقيل فإما
كلفة الدراسة عالية وإما استحالة الدراسة في جهة غير مرّخصة وغير مقبولة قانونياً في سجّلات
الوزارة ناهيك عن توقف الإنتساب إلى بيروت. لقد حاولتُ الدراسة عن طريق الإنتساب ولمّا بدأنا وأخي المراجعة للإمتحانات تبيّن لنا بأن المكتب غشّاش وغير مرَخص وأنه ملاحق قانونياً ,
فما سرّ كل هذه العقبات ؟
صديقتي منذ الطفولة التي تشبهني في كل شيء في الروح والشكل أيضاً انقطعت عني فهي بمجرد
تخرّجها من الجامعة توظفت ونسيتني ولم تعد تتواصل معي وبصراحة لا أحب أبدا أن أفرض نفسي
على أحد , قد تقولين لي بأن أعاتبها ولكن الأمر واضح لي وبشدة فهي ولأكثر من مرة تغيّر رقم هاتفها
دون أن تفكر بإعطائه لي وتوفي جدي ولم تقدم لي التعزية وشعوري لا يكذبني فأنا أشعر بأنها ولحياتها
الجديدة لا تهتم لعلاقتها بي أو التواصل معي .
خلاصة القول أنا إنسانة فاشلة جدا وبكل المقاييس , فلا دراسة ولا أصدقاء ولا أي شيء آخر يفخر
المرء به .
أحب أن تسأليني أسئلة لأجيبك عنها فقد يتبيّن لك شيء أجهله عن نفسي وأنا مستعدة للإجابة عن
أيّ سؤال .
شكراً للأطراء عزيزتي فما انا الا جرم صغير .. ومهما كنت عطوفة ومحبة للآخرين فلن أكون
أكثر وأعظم من عطف الله بعبادة سبحانه وتعالى ..
عزيزتي مافتحت هذه الروضة الا لفضفضتكم ولسماع همومكم والاخذ بأيديكم لنصل لطريق النور بإذن الله ..
فلا تترددي ولا لحظة في بث همومك عزيزتي بأي وقت احببتي وبأي شيء ..
عزيزتي الحياة تجارب منها نتعلم كيف نشق طريقنا .. للبعض يكون الطريق سهل والبعض يكون طريقهم صعب
لكن كلما زاد تلك التجارب التي يمر بها الانسان تعلم أكثر وأفضل ممن تكون طريقة سهله
فتلك التجارب والعوائق أو لنطلق عليها جميعاً [الازمات] جعلها الله لنتعلم منها ولصقل ذواتنا
فعلينا ان نستقبل تلك الازمات كمنحة لا كمحنة كما يقول دائما احد الاخصائيين التربويين المعروفين في وقتنا الحاضر
اذا مهما كانت الازمة التي نمر بها قاسية مؤلمة فهي لها جوانب ايجابية في صنع مسقبلنا ..
لنبدأ بتحليل الازمات التي مررتي بها عزيزتي لتتوضح لكِ بعض الامور ربما تكون خافية عنك ..
- كم عمرك؟
- هل يمكن ان تشرحي المشكلة التي بينك وبين أقاربك بشكل مفصل لتتوضح لنا اسباب الخلاف بينكم؟
-ماهوالتخصص الذي تطمحين لدراسته ؟
-ما اهدافك؟
- كيف تخططين لأهدافك ؟
- ما الذي يعيق تحقيق اهدافك ؟
- ماهي اهتماماتك وهواياتك؟
- هل انتي اجتماعية أم انطوائية ؟
خلاصة القول أنا إنسانة فاشلة جدا وبكل المقاييس , فلا دراسة ولا أصدقاء ولا أي شيء آخر يفخر
المرء به .
اذا كنتي ترين نفسك هكذا فكيف تعتقدين ان يراك الناس ؟
أشكر لك إصغاءك المرهف وكلماتك المواسية وأرجو تحملي ...
لأجيب عن أسئلتك :
كم عمرك؟
24 عاماً
- هل يمكن ان تشرحي المشكلة التي بينك وبين أقاربك بشكل مفصل لتتوضح لنا اسباب الخلاف بينكم؟
المشكلة هي تصرفاتهم غريبة الأطوار فتارة يستقبلوني بود وترحاب وأياماً أخرى لا يلتفتون لوجودي ونظراً لقربي منهم آنذاك أفهم جيداً أنهم
ليسوا مهتمين لوجودي في تلك الساعة . الأمر الآخر هو أنهم وأمهم يعاملونني على أنني أكنز المال والفضة في وسادتي بشكل مقرف ومقزز ولا
أبالغ في هذا أبداً . الأمر الآخر هو أنني حين اشتغلت في ذي سابق بإعطاء الدروس الخصوصية للطلبة ونجحتُ في ذلك صاروا يتجسسون علي
ويتصيدون عدد الطلبة الذين أدرّسهم وهذا ما يثير غيظهم أني لم أطلعهم على شيء من هذا الأمر وتكتمتُ عليه ولم أشركهم لأن بنات عمتي
زميلات لنا في الدراسة . سأخبركِ بشيء فكل بنات عمتي بمثل أعمارنا أنا وأخوتي تماماً وهذا ما يدعوهم لعقد المقارنات باستمرار . قد تستغربين
قولي لكن هذا أمر واضح جدا لا يحتاج لشاهدين حتى أستنتج أنهم يكيلون الحسد في قلوبهم تجاهي . يحبون ان يعاملوني كيفما يشاءون ويحبون أن
أتحمل أمزجتهم كما يشاءون ولكن هذا ما جعلني أنفر منهم . لم أشعر بالراحة والخير إلا بعد أن تركتهم والأمر أخطر مما أقول فهم يعملون لنا السحر
وقد تعالجتُ عن هذا عند السيد الفاطمي وكل العلاج قد كشف لي بوضوح الشمس ما كتبته لك في الأعلى . لو كنتِ أمامي لتسنى لي الشرح بصورة
سهلة ومفصلة وسيسهل عليكِ فهمي أكثر . بعبارة صريحة كل إنسان يشعر بمن يحبه ويشعر بمن لا يحبه .
-ماهوالتخصص الذي تطمحين لدراسته ؟
ميولي أدبية وأحببت دراسة الأدب العربي أو الأدب الإنجليزي . أحب أيضاً علم النفس.
-ما اهدافك؟
هدفي هو حاجة في خاطري أن أدرس شيئاً أحبه وأميل له وأحقق طموحي فيه بدراسته ومدارسته وأفيد بعلمي الآخرين بقدر مستطاعي.
- كيف تخططين لأهدافك ؟
ما نوع هذا الهدف ؟ بعيد أم قريب ؟ هدف يتعلق بحاجياتي اليومية أو يتعلق بالمستقبل ؟ فلكل هدف أبعاده وحيثياته.
- ما الذي يعيق تحقيق اهدافك ؟
سوف أتحدث عن دراستي والعائق اشرت إليه سلفا وهو عدم توفر جهة تلّبي التخصص خاصة بقرار الجامعة وقف الانتساب.
وأيضاً هناك جامعة توفر هذه الدراسات لكن كلفتها ارتفعت كثيرا بسبب ضغوط التعليم العالي و مضايقاته وحتى لو كنت موظفة لن أستطيع
تحمل كلفتها فهي مكلفة جدا كما تعرفين عن قوانين الجامعات الخاصة في البحرين .
- ماهي اهتماماتك وهواياتك؟
أحب الكتابة كثيراً , التسوق . أحب اقتناء الكتب التي تخص أهل البيت عليهم السلام.
- هل انتي اجتماعية أم انطوائية ؟
أحب الرفقة كثيرًا وأفتقدها وأنا بمجرد تواجدي في أي مكان تدور فيه الأحاديث معي
أتحدث بمرح وانطلاق لاسيما الأحاديث المتعلقة بأهل البيت عليهم السلام والمؤلم أن من يسمعني أتكلم يظن بأني صاحبة شهادة علمية كبيرة ولا يعرفون بأني
خريجة ثانوية عامة وبصراحة أحب الحذر في علاقتي مع الآخرين فالتجارب والمواقف علمتني أن ألتزم الحذر وألا أكثر الإقتراب والمخالطة .
لم أذكر كل شيء لحساسية بعض الأمور لكن صدّقي بأني فاشلة .
الشكر لله عزيزتي ، كيف حالك ؟
اتمنى ان تكوني بأحسن حال ..
سأبدأ بآخر جملة .. { صدّقي بأني فاشلة } ..
سأصدق انك فاشلة بعد ان أتأكد بنفسي .. جاوبي على أسألتي :
- هل (عدم توفر جهة تلّبي التخصص خاصة بقرار الجامعة وقف الانتساب) أنتي السبب فيه ؟
-هل(هناك جامعة توفر هذه الدراسات لكن كلفتها ارتفعت كثيرا بسبب ضغوط التعليم العالي) أنتي السبب فيه؟
-هل(قوانين الجامعات الخاصة في البحرين ) انتي السبب فيه؟
- (لا دراسة ) هل انتي من تضعين العوائق حتى لاتكملي دراستك؟
-(لا أصدقاء) هل انتي السبب في عدم وجود الاصدقاء؟
-(ولا أي شيء آخر يفخرالمرء به ) :
* الا تفخرين بأنك مسلمة موالية لأهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام ؟
* الا تفخرين بأنك انسانة حرة تقرر مصيرها ولا يوجد من يفرض رأيه عليها ويمنع حريتها؟
* الا تفخرين بانك انسانة حسنة الخلق والخُلق؟
* الا تفخرين بأن لكِ رباً رحيم ،عطوف، كريم ،ودود؟
*الا تفخرين كونك في بلد ومن شعبٍ أبا الذل والهوان ؟
*ألا تفخرين بأنك أبنة زينب الحوراء عليها افضل الصلاة والسلام ؟
* الا تفخرين بأن سيدتك فاطمة الزاهراء عليها افضل الصلاة والسلام سيدة نساء العالمين؟
* الا تفخرين بان ساداتك (أهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام) سادات الكون ؟
* الا تفخرين بأنك عبدة من عبيدالله ؟
* الا تفخرين بانك (انسان) خُلق الكون لأجله ؟
* الا تفخرين بانك (انسان) خُلق في أحسن تقويم ؟
مهما اعددت من نعم انعم الله سبحانه وتعالى على الانسان فلن احصيها والتي يغفل الانسان عنها
ولا يعي ان غفلته هذه تكون جحود بنعم الله سبحانه وتعالى ..
فعندما أقول انا اتعس انسانة في الوجود ، أكون جحدت نعم الله عليّ ونكرت (العياذ بالله) انه هو مفرج الهم والكرب
وعندما أقول لا حظ لي ، اكون جحدت نعمه عليّ ونكرت (العياذ بالله ) انه هو مقسم الارزاق
وعندما اقول أنا فاشلة ، اكون جحدت نعمه عليّ ونكرت (العياذ بالله) نعمة العقل والقدرات التي اعطاني اياها
ومعاذ الله أن تكوني اختي العزيزة جاحدة وناكرة لنعم الله سبحانه وتعالى عليكِ ..
...
بالنسبة لأهدافك اقصد بشكل العام ..
وأقرابك ..
عزيزتي عامليهم بحسن خلقك ولاتهتمي لما يفعلون ولا تحقدي عليهم واتركي امرهم لله فهو حسبهم ومجازيهم على مايفعلون
فأنتي اكبر من ان تحقدي على انسان .. فمن يرى الآخرين أفضل منه ويرى في نفسه نقص يحسد ويحقد على غيره
للنعم التي انعمها الله عليه .. فلا تتصرفي مثلهم وكوني أنتي الافضل دائما بحسن نواياكِ ..
لعلّي دوّنتُ الكثير من كلمات السعادة ولعلّي أسرفتُ في رسم خطوط الأمل للآخرين ... أذكر كثيراً
أني قرأتُ أحزان البعض فسارعتُ لأن أشدّ على أيديهم ببعض الكلام الجميل والمواسي ولا أخفي عليكِ
أني أستشعر القادم الأجمل لهؤلاء حين أراهم يتسلّقون قمم اليأس والقنوط .
لكن بطبيعة الحال لا أدّعي الكمال لنفسي فإن دعوتُ أحدهم لأن يبتسم فلرّبما كنتُ أبكي حينها وأسابق
دموعي الجارية لأرى على وجوه الآخرين عكس ما يجري معي .
دعيني أعبّر عما يجيش بقلبي وليس مهماً الوصول إلى حلٍ للمشاكل العالقة بقدر ما أحب أن أكتب
فتسمعيني لأني لم أحدّث بما في قلبي سوى نفسي .
لا لستُ السبب في تلك العقبات ولم أكن لأتخيل يوماً أن الحياة سوف تصفعني بقسوة هكذا لكن لماذا
يحدث كل هذا معي ؟
نعم أفتخر بأني موالية لأهل البيت(ع) ولكن كم كان سيكون جميلاً لو أنني أكملت تعليمي كما هو حال
المجتمع الصغير الذي نعيش فيه .
لستُ قانطة ولا ساخطة بل أنا متألمة هذا كل ما في الأمر والشكر لإصغائك الواسع .
.. أحب أن أسمعها بعد أن أصغيتِ لي 