السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
متباركين مولد الرضيع (عليه السلام)
السلام عليك يا باب الحوائج في ذكرى ميلادك الميمون والمبارك
عبد الله الرضيــع (عليه السلام) :-
ولد عبد الله الرضيع (علي الأصغر) عليه أفضل الصلاة والسلام في المدينة المنورة في العاشر من شهر رجب المرجب في عام ٦٠ هـ. ق . أبوه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) سبط النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم . أمه الرباب بنت أمرىء القيس إبن عدي الشاعر المعروف.
نعم العاشر من شهر رجب المرجب الولادة المباركة لأصغر جندي وناصر للإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء وأعظم وأكبر ولي من أولياء الله وباب من أبواب الحوائج الى الله سبحانه وتعالى ، وأعظم مظلوم في التاريخ حيث أستشهد وهو إبن ستة أشهر عطشانا بسهم مسموم ذو ثلاث شعب صوبه اللعين حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي وذبحه من الوريد الى الوريد ومن الودق الى الودق وهو في حجر أبيه في واقعة الطف بكربلاء.
نعم اليوم العاشر من شهر رجب عام ٦٠ هـ. ق في بيت الإمام الحسين (عليه السلام) جاء طفل رضيع الى الدنيا وتنورت المدينة بنور وجوده المبارك ، فقد أعطى ووهب ورزق الله سبحانه وتعالى الإمام الحسين وردة وريحانة ، بعثت السرور والفرحة على وجه سبط رسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين ، فقد رزق الله جل وعلى ولدا آخر لسيد شباب أهل الجنة أصبح المؤمنون يتوسلون به كباب من أبواب الحوائج الى الله ويتوسلون بقماطه ومهده من أجل قضاء حوائجهم. وبعد ولادته (عليه السلام) سماه الإمام الحسين على إسم أولاده علي الأصغر كما سمى أولاده ما قبله بـ علي الأكبر وعلي السجاد حيث قال (عليه السلام) لو أن الله رزقني ألف ولدا لسميتهم علي محبة وكرامة لأبيه أول مظلوم في العالم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
عندما جاء عبد الله الرضيع (عليه السلام) الى الدنيا أخذه الإمام الحسين (عليه السلام) ووضعه في حجره ودموع الفرح الى جانب دموع الحزن تجري على وجنتيه المباركتين ، لأنه مولود كربلائي وطفل إبن الستة أشهر يستشهد في يوم عاشوراء عطشانا وضمآنا ، لذلك نرى أن الإمام الحسين (عليه السلام) وكرامة لهذا الطفل الرضيع أصبحت كنيته بأبي عبد الله الحسين كرامة لعبد الله الرضيع (عليه السلام) .
فعبد الله الرضيع (عليه السلام) روحي فداه جاء الى الدنيا ليسير مع قافلة العشق الإلهي مع الإمام الحسين ليكون سندا ووثيقة كبرى لمظلومية أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) ، وليبين الله سبحانه وتعالى بشهادته أن أبيه هو الإمام المفترض الطاعة من قبل الله سبحانه وتعالى وأن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان هو الغاصب للخلافة ، وأن سيد الشهداء كان عاشقا لخدمة الإنسانية وأن يزيدا متعطشا للسلطة والحكم ولو على جماجم الأبرياء وأنهار دماء الشهداء.
نعم إن الحزب الأموي ومنذ البعثة النبوية الشريفة كان معاديا للرسالة والرسول ، وأذاق أصحاب النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنواع العذاب ، ولم يؤمن زعمائه بل ضلوا في شركهم وكفرهم يعمهون ، وبعد فتح مكة دخلوا في دين الله إسما وكانوا يبطنون الكفر والنفاق في نفوسهم وقلوبهم ، وبعد وفاة رسول البشرية ، تكالبوا على الحكم ونصبوا العداء لأهل بيت النبوة والرسالة ، فكان البيت الأموي والبيت المرواني والتي قال عنها رسول الله (الشجرة الملعونة في القرآن) أشد وألذ أعداء الله على الاسلام وأتباع وشيعة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) ، وتجلى عدائهم في كربلاء بإستشهاد أصحاب الإمام الحسين والطفل عبد الله الرضيع بتلك الصورة المروعة ، وإستشهاد أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) عطشانا وضمآنا وحز رأسه من القفى وداسته الخيل بحوافرها وسنابكها ، وقطع إربا إربا بالسيوف والرماح وحرقت خيمه وسبيت حريمه وأخذت أسارى الى أبن زياد في الكوفة ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان في الشام.
نعم سيدي يا عبد الله الرضيع ، يا باب الحوائج أنت جئت الى الدنيا والى الوجود لتلتحق بقافلة الإمام الحسين وركب الشهداء لتدافع عن الحق المضيع والجسد المقطع ، وتذبح عطشانا من الوريد الى الوريد ولتصبح بابا من أبواب الحوائج يتوسل بك المؤمنون والمؤمنات لقضاء حوائجهم بإحياء ذكرى مصيبتك ومصيبة أبيك الإمام الحسين وعمك أبي الفضل العباس وأخيك علي الأكبر وإبن عمك القاسم بن الإمام الحسن المجتبى وسائر شهداء الفضيلة في كربلاء.
نعم أنت جئت الى الدنيا لتكون أصغر قربانا للحق والدفاع عن رسالات الأنبياء والقرآن الكريم ولتكون شهادتك برهانا على سلامة نهج أبيك الإمام الحسين الذي قال: (( إن كان دين محمدا لا يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني)) ، وأعلن في كلماته المباركات أنه جاء الى كربلاء ليحيي دين جده وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويسير بسيرة جده رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
فأنت على رغم صغر سنك الا أن أسمك في قائمة العاشقين الأوائل في كربلاء حيث أصبحت شهادتك مدوية في الآفاق ، وأصبح المؤمنون يتشرفون بذكر أسمك وأسم أبيك وأسم أمك الرباب ، ويتوسلون بك الى الله لقضاء حوائجهم.
نعم نبارك للإمام الحجة المنتظر المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وللعالم الإسلامي والحوزات العلمية والمراجع العظام ذكرى ميلاد عبد الله الرضيع (علي الأصغر عليه السلام) ، ونتمنى أن يحيي المؤمنون والمؤمنات ذكرى ولادته ، لتكون منطلقا لإحياء ذكرى شهادته (عليه السلام) في كربلاء المقدسة.
فالممؤمنون والمؤمنات والموحدون وعشاق الإمام الحسين (عليه السلام) وبإشارة من المولى الإمام الرضا (عليه السلام) قد شمروا عن سواعدهم وأقاموا ذكرى شهادته بإحياء اليوم العالمي لباب الحوائج عبد الله الرضيع (عليه السلام) والذي يصادف في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام من كل عام ، بحضور النساء والأطفال الرضع في مجلس عزاء حسيني ، وقد مضى على إحياء هذا اليوم العالمي ست سنوات وأصبح يوما عالميا للعبد الصالح باب الحوائج عبد الله الرضيع (عليه السلام).
لذلك فتكن ذكرى ولادته منطلقا لمؤتمر وملتقى للمؤمنين والمؤمنات للتحضير لإحياء اليوم العالمي لجمعة الطفل الرضيع (عليه السلام) ، ليتداول ويتذاكر المؤمنون والمؤمنات كيفية إحياء هذا اليوم العظيم لما فيه من البركات والكرامات على أبناء الأمة الإسلامية.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لإحياء ذكرى ولادته المباركة لنقر بذلك عين جده المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله) وجدته الصديقة السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وجده أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعمه الإمام الحسن المجتبى كريم أهل البيت (عليه السلام) ، ولنقر بذلك عين أبيه الإمام الحسين وعمه قمر العشيرة أبي الفضل العباس ساقي عطاشى كربلاء (عليهما أفضل الصلاة وأزكى السلام) ، ولنقر بذلك عين أخيه الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد وسائر شهداء الطف بكربلاء ، ولنقر بذلك عين سائر الأئمة المعصومين النقباء والنجباء عليهم صلوات الله .