بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيما يلي ننقل بعض الأحاديث التي تزيدنا معرفة بمقام الإمامة عموماً وبدرجات الإمام الباقر (ع) بالذات .
فقد روى الحلبي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : دخل الناس على أبي ( الإمام الباقر ) وقالوا : ما حد الإمام ؟ قال : حده عظيم ، إذا دخلتم عليه فوقروه وعظموه وآمنوا بما جاء به من شيء ، وعليه أن يهديكم ، وفيه خصلة إذا دخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملأ عينه منه إجلالاً وهيبةً ، لأن رسول اللـه (ص) كذلك كان ، وكذلك يكون الإمام ، قالوا : فيعرف شيعته ؟ قال : نعم ساعة يراهم ، قالوا : فنحن لك شيعة ؟ قال : نعم كلكم قالوا : أخبرنا بعلامة ذلك قال : أخبركم باسماءكم وأسماء آبائكم وقبائلكم ؟ قالــوا : أخبرنا ، فأخبرهم ، قالوا : صدقت ، ( قال : ) وأخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه في قوله تعالى: { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ } (ابراهيم/24) نحن نعطي شيعتنا من نشاء من علمنا ، ثم قال : يقنعكم ؟ قالوا : في دون هذا نقنع(26).
وينقل عبد اللـه بن معاوية الجعفري قصته مع والي المدينة ، الذي بعث عبره برسالة تهديد إلى الإمام الباقر (ع) ، فلم يأبه بها الإمام لأن اللـه أطلعه على أنه معزول قريبا ، يقول سأحدثكم بما سمعته أذناي ورأته عيناي من أبي جعفر (ع) أنه كان على المدينة رجل من آل مروان وأنه أرسل إليّ يوماً فأتيته وماعنده أحد من الناس ، فقال : يا معاوية إنما دعوتك لثقتي بك ، وإني قد علمت أنه لايبلغ عني غيرك ، فأحببت أن تلقى عمَّيـْك محمد بن علي وزيد بن الحسين (ع) وتقول لهما : يقول لكما الأمير لتكفان عما يبلغني عنكما ، أو لتنكران ، فخرجت متوجهاً إلى ابي جعفر فاستقبلته متوجهاً إلى المسجد فلما دنوت منه تبسم ضاحكاً فقال : بعث إليك هذا الطاغية ودعاك وقال : القَ عمَّيك فقل لهما كذا ؟ قال : أخبرني ابو جعفر بمقالته كأنه كان حاضراً ، ثم قال : يا ابن عم قد كفينا أمره بعد غد ، فإنه معزول ومنفي إلى بلاد مصر واللـه ما أنا بساحر ولا كاهن ، ولكني أتيت وحدثت ، قال : فواللـه ما أتى عليه اليوم الثاني حتى ورد عليه عزله ونفيه إلى مصر وولي المدينة غيره(27). أما أبو بصير الذي كان من خواص الإمام فإنه يروي قصته مع الإمام وكيف كان (ع) يراقبه ويؤدبه يقول :
كنت أقرئ امرأة القرآن بالكوفة فمازحتها بشيء ، فلما دخلت على أبي جعفر عاتبني وقال : من ارتكب الذنب في الخلاء لم يعبأ اللـه به ، أي شيء قلت للمرأة ؟ فغطيت وجهي حياءً وتبت فقال أبو جعفر : لا تعد(28).
ويروي أبو بصير أيضاً كيف أخبر الإمام عن ملك بني العباس قبل سنين من توليهم السلطة فيقول : كنت مع الباقر في مسجد رسول اللـه (ص) قاعداً حدْثان ما مات علي بن الحسين (ع) إذ دخل الدوانيقي وداود بن سليمان قبل أن أفضي الملك إلى ولد العباس ، وما قعد إلى الباقر إلاّ داود فقال الباقر (ع) : ما منع الدوانيقي أن يأتي ؟ قال : فيه جفاء ، قال الباقر (ع) : تذهب الأيام حتى يلي أمر هذا الخلق ويطأ أعناق الرجال ، ويملك شرقها وغربها بطول عمره فيها حتى يجمع من كنوز الأموال مالم يجتمع لأحد قبله ، فقام داود وأخبر الدوانيقي بذلك فأقبل إليه الدوانيقي وقال : ما منعني من الجلوس إليك إجلالك فما الذي خبرني به داود ؟ فقال : هو كائن ، قال : وملكنا قبل ملككم ؟ قال : نعم ، قال : يملك بعدي أحد من ولدي ؟ قال : نعم ، قال : فمدة بني أمية أكثر أم مدتنا ؟ قال : مدتكم أطول وليتلقفن هذا الملك صبيانكم ويلعبون كما يلعبون بالكرة ، هذا ما عهده إليّ أبي ، فلما ملك الدوانيقي تعجب من قول الباقر (ع)(29).
نسألكم الدعاء كلما رفعتم لله كفا
(26) بحار الأنوار : ( ج 46 ، ص 244 ) .
(27) المصدر : ( ص 246 ) .
(28) المصدر : ( ص 247 ) .
(29) المصدر : ( ص 249 ) .
كتاب الامــام الباقــر (عليه السلام) قدوة وأسوة
آية الله السيد محمد تقي المدرسي
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي ملاذ الطالبين وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد