إن الإنسان الذي يحبُ شيئاً، لابد وأن يدخل في دائرة المحسوس: فالإنسان يُعجب بالطيب؛ لأنه يشمه.. ويُعجب بالطبيعة الخلابة؛ لأنه يراها.. ويُعجب بالحرير؛ لأن ملمسه ناعم، وهكذا باقي الأمور!.. ولكن كيفَ يحب الإنسان رب الأرباب، الذي هو فوق كُلَّ زمانٍ ومكانٍ وحِس؟.. إن القضية قضية تفضلّ، لذا لابدَ أن نُهيئ الأرضية.. فرب العالمين إذا أحبكَ أحببتهُ؛ يقول تعالى في سورة التوبة:{ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ}؛ أي أن توبة العبد بعدَ توبة الرب، والتوبة إذا وصف بها الرب، فالمعنى أنه رجع إلى عبده برحمته وفضله؛ عندئذ يتوجه الإنسان إلى الله عَزَ وجل.
الهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه ولسانا يرفع اليك صدقه ونظرا يقربه منك حقه.الهي ان من تعرف بك غير مجهول ومن لاذ بك غير مخذول ومن اقبلت عليه غير مملوك.الهي هب لي كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور فتصل الى معدن العظمة وتصير ارواحنا معلقة بعز قدسك.
روافد الحب الإلهي:
أولاً:
الإحسانُ إلى خَلقه..
إن الإنسان لا يمكنه أن ينظر إلى الرب، كما قالَ لموسى -عليه السلام-: لن تراني، {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي}.. ولكنه يرى عباد الله الذين هم: الزوجة، والأولاد، والأصدقاء، وباقي المؤمنين.. فمن روافد تقرّب المؤمن إلى الله -عزَ وجل- إحسانهُ للخَلق؛ ولكن بقيدٍ صغير: أي أن يكون كُلَ ذلكَ تَقرّباً إلى اللهِ عزَ وجل!
ثانياً:
التوبة..
يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.. فمن موجبات المحبة الإلهية، أن يقف الإنسان في جوف الليل، ليقول للهِ -عزَ وجل-: "إلهي!.. العفو، العفو"!.. بعض المؤمنين عندما يقف في صلاة الليل، ويقول هذه العبارة؛ يتذكر العظمة الإلهية، والتقصير البشري؛ فتنتابه حالة من الخجل، تجعله ينهار ويسقط أرضاً.. هذهِ الحالة من أسمى الحالات في علاقة المؤمنِ بربه!..
ثالثاً:
القلب الحزين..
إن المؤمن إذا نظر إلى وجههِ في المرآة، ورأى الشيب قد غلب السواد؛ فإنه يحزن، وهذهِ حالة راقية!.. إن كانَ حُزنه للآخرة، وللتقصيرِ في حق المولى، عليه أن لا يُذهب هذهِ الحالة، بل يحتفظ بها، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: (إنّ اللهَ يُحبّ كُلَّ قَلبٍ حَزين).. ولكن هناك من يخاف من كثرة الحزن؛ لئلا يبتلى بالأمراض النفسية.. علماً أن المرض النفسي يأتي من الحُزن اللامُقدس، من فوات المالِ وغيره.. أما هذا الحُزن فواقعهُ سرور؛ لأنه بهذا الحُزن يندفعُ للعمل.. فالقلب الحَزين: يوجب الصلاة الخاشعة، ويدفعه للحَجِ والعُمرة؛ وهذه الأمور فيها توددُ إلى اللهِ -عزَ وجل-.. وبالتالي، فإن هذا الحُزن حُزنٌ مقدس.
رابعاً:
الشكر..
إن المؤمن يلهج بشكر اللهِ -عزَ وجل- في كُل نعمةٍ يراها!.. وكذلك كلما رأى جميلاً من أحد، فإنه يبادر إلى شكره.. حتى لو بالغ في الشكر، فإن ذلك أمر محمود، ولا يحمل على التكلف والتزلف.. فمن لم يشكر المخلوق، لم يشكر الخالق.. والإنسان الذي لا يشكر من أحسن إليه، هذا إنسان بعيد عن رحمة اللهِ عَزَ وجل..
خامساً:
الإنفاق..
إن الإنفاق والتصدق على المحتاجين، من موجبات محبة الله -عز وجل- لعبده، يقول تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
سادساً:
تلاوة القرآن..
إن قراءة القرآن الكريم، والتدبر في معانيه، من روافد محبة الله -عز وجل- للعبد..
سابعاً:
الجهاد..
إن الجهاد في سبيل الله -عز وجل-، والصمود أمامَ الأعداء؛ أيضاً من روافد المحبة الإلهية.. يقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ}.
ثامناً:
تحبيب الناس بالله..
إن من أفضل سبل التقرب إلى الحق المتعال، هو تحبيب الخلق بالله -عز وجل- وسلوك طريق المحبة.. فهذا أشرف ما يمكن أن يقع في هذا الوجود!.. فالإنسان إذا أرادَ أن يتقربَ إلى الله -عزَ وجل- ويتودد إليه، عليه أن يُدخل حُبَ اللهِ في قلوب الناس..
ما ثمرة هذهِ المحبة الإلهية؟..
إن الإنسان إذا وصلَ إلى مرحلة عُليا في الحُب الإلهي، فإنه يتحول إلى موجودٍ شهوتهُ فيما يحبهُ الله -سبحانه وتعالى- وهذا ليسَ من باب المُجاهدة.. مثلاً: إذا رأى امرأةً فاسدة، البَعضُ يشتهي أن يَنظر إليها فيتلذذ.. أما محب الله، فإنه يشتهي أن لا يَنظرَ إليها؛ فيتلذذُ بترك النظر؛ فيا لها من لذة!.. ولهذا بعض المؤمنين عندما يذهب إلى بلاد الغَرب يفرح، لأنه كُلما مرّ بامرأةٍ، يغضّ البصر؛ حُباً لله!.. وعندما يرجع بعد فترة من بلاد الفسق والفجور، وإذا بهذا الحُب الإلهي قد تعمّق في وجوده، وزادَ تألقاً!.. بينما هناك من يذهب إلى تلك البلاد؛ طلباً لوزر الدُنيا والآخرة!.. فهنيئاً لمن تلذذَ بترك الحرام، ولمن تلذذَ بفعل الواجب!..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الطرح المبارك وقضى الله حوائجكم بحق محمد وال محمد
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
تـــســـلـــم الانـــامـــل
جزاك الله كل خير على هذا الموضوع الرائع الرائع وصاحباته اروع
اختكم
بنت السيد الفاطمي والمعلم
اخت هبه الله شرف الدين وحفيدة النورالحسيني
واخت انوار الرساله وبريق العباس ونور الحسين
وعمه دموعي حسينيه ومسك النبي الهادي
وصديقه الصدوق صرخه الزهراء
خادمه جدي مالك الاشتر وسيدتي ومولاتي طوعه
ان ماأردت الفوز بالعلياء والمكارم فاسجد وقل بفاطم بفاطم بفاطم
بسم الله رب فاطمة الزهراء القدسية الجليلة
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاطمية رحم الله والديكم على المشاركة القيمة
جعلها الله في ميزان حسناتكم
الخادم الثآرلحق الزهراء
من آل الفاطمي
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي بريق الحوراء وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي العزيزة
أحسنتِ الطرح , بارك الله فيكِ.
اللهم صل على محمد وآل محمد