وهكذا شاءت العناية الإلهيّة أن تكون السيّدة الحوراء شاهدة على المجزرة التي لم يكن فيها خصمان ، بقدر ما كان فيها قاتل ومقتول ، وجزّار وضحيّة ، وأن تكون مواقفها وكلماتها بعد المجزرة مواقف وكلمات المُعايِنَة ، المُعانِيَة بكلّ أعصابها وإحساسها النسوي الاُمومي ، ولم يكن كزينب أهلٌ لهذه المهمّة الصعبة تناط بها ، وهي التي شاهدت وفاة جدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله) ، وعاشت محنة اُمّها الزهراء وندبها لأبيها في بيت الأحزان وانتهاك حرمتها ومنع إرثها وكسر جنبها وإسقاط جنينها وتلطيخ سمعتها وهي تنادي فلا تُجاب .
وهي التي شاهدت قتل أبيها أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، ورأت مكان الضربة في رأسه ، وعاينت مظاهر سريان الدم في جسده ، واحترقت بدموعه الطاهرة تفيض من عينَيه ، وهو يقلّب طرفه فيها وبأخويها الحسن والحسين (عليهما السّلام) . وهي التي شاهدت أخاها الحسن وهو يجود بنفسه مصفرّ اللون ، يلفظ كبده قطعاً قطعاً من تأثير السمّ ، ورأت عائشة تمنع من دفنه مع جدّه وتركب بغلة وتصيح : والله لا يُدفن الحسن هنا أبداً .
أمّا مصيبة المصائب وخاتمة الأرزاء التي عاشتها ورأتها فكانت فيما عاشته إلى جانب أخيها الشهيد في كربلاء ، وفيما عانته خلال مسار سبيها برفقة العليل والنساء والأطفال ، كانت مصائب يعجز عن وصفها لسان ، وأرزاء لا يحتملها بشر ، فاقت في قوّتها وتأثيرها كلّ ما مرّ بها من محن وآلام في تتالي أيّامها المتخمة بالأحزان والمصائب . فكيف عاشت العقيلة هذه التجارب ؟ وكيف تحمّلت كلّ هذه الآلام ؟ وكيف صبرت على كلّ هذا القدر من البلاء الذي حلّ بها ؟
المألوف هنا في مثل هذه المواقف أن تُتعتَع أشدّ العقول رزانة ، وتعمى أشدّ البصائر رويَّة ، فتتخبّط خبطاً عشواء تدلّ على اختلال الأعصاب التي لا تبقي على أي أثر للتعقّل أو الاتّزان .
فهل فَقَدت زينب (عليها السّلام) رباطة جأشها ؟ هل ارتجّت أعصابها فاختلّ توازنها ؟ هل تزعزعت ثقتها بنفسها وبإيمانها وبحكم ربّها ؟ هل جدّفت أو رفعت رأسها إلى السماء تتساءل لِمَ هي دون غيرها يجب أن تتحمّل كلّ هذا ؟ هل فَقَدت حسّ الاُمومة وإحساس القدسيّة والقدرة على التصرّف قولاً وفعلاً ؟
أبداً ، فإنّ شيئاً من ذلك لم يحدث ، فابنة علي وفاطمة لم تتزعزع ، حفيدة النبي (صلّى الله عليه وآله) لم تفقد إيمانها ، اُخت الحسنَين لم تكفر بحكمة الله ، بل ما زادتها المحن والآلام إلاّ ثبات جنان ورجاحة عقل واعتصاماً بحكمة الخالق وإذعاناً لمشيئته .
السلام عليك يا أم المصائب زينب و رحمة الله و بركاته
منقول / كتاب الحسين عليه السلام في الفكر المسيحي
أنطون بارا
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ... نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..
خادمة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام : أنوار الرسالة (عمة مسك و أخت هبة دوماً و أبداً) .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على قلب زينب الصبور
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
مبارك عليكم شهر رمضان المبارك وكل عام وأنتم بالف خير
حبيبتي انوار الرسالة اسال الله لكم بدوام الموفقيه والسداد في دنيا والاخرة
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد