الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَــــــــــــــــجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْــمْ
الْسَّـــــــــــــــــــــــلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُـــــه
إن المتتبع في بطون الأسفار و المصادر يجد الكثير من الأبطال و عظماء الرجال الذين دفعهم دينهم و إيمانهم إلى الجهر بكلمة الحق و الدعوة إلى العدالة باقتحام ميادين الجهاد و الثورة على الظلم هنا و هناك لينالوا شرف الدفاع عن عقيدتهم و المعذبين في الأرض من جور الطغاة و فراعنة العصور و لو أدى ذلك إلى استشهادهم و التضحية بكل ما يملكون و لقد سجل التاريخ عشرات الثورات و الإنتفاضات لأولئك الأبطال المجاهدين و تحدث عن انتصاراتهم و منجزاتهم و لكنه لم يحدث عن ثورة في تاريخ الشعوب و الأمم عاشت كما عاشت ثورة الحسين و كان لها من الضجة في عالمها و ما بعده في كل زمان و مكان ما كان لثورة الحسين ، و أعطت و قدمت للإنسان المسلم و غيره من المنجزات و القيم و المثل العليا ما اعطته و قدمته ثورة الحسين و لا تزال حية تعكس تفاعل الأمة مع التاريخ في تحرك و عطاء مستمر في حاضر المسلمين كما كانت في ماضيهم الغابر و أغنت بعطائها و أفكارها و أهدافها النبيلة تاريخ الإسلام كما كشفت زيف أدعيائه و المتخذين منه ستاراً يخفون وراءه ما يضمرونه من شرك و شر و سوء لدعاته المخلصين ، و لم يكن ذاك إلا لأنها لم تكن لعصر دون عصر و لا لفئة من الناس دون فئة كما لم تكن وليدة ظروف طارئة أو تحركات سياسية محدودة الآثار و الدوافع و بعيدة عن أحاسيس الأمة و انفعالاتها ، بل كانت النور الساطع للمسلمين في جميع تحركاتهم الهادفة لإتمام المسيرة بالإسلام إلى الهدف الأسمى و الغاية القصوى التي ارسل محمد بن عبد الله رسول الرحمة و الكرامة و الحرية من أجلها ، و كانت المرآة الصافية للحاضر الذي كانت تعيشه الأمة و لواقعها الذي كانت ترسف في أغلاله و الحقيقة الدائمة التي تتصل بالتكوين الدائم لعقل الإنسان و قلبه و مجتمعه و تلبي جميع حاجاته و طموحاته .
انها الثورة الوحيدة من بين تلك الثورات و الإنتفاضات التي عبأت الإنسان المسلم و غيره منذ حدوثها و دفعت به في الطريق الدامي الطويل طريق النضال و التحرير من الإستغلال و الإستعباد و التسلط و أسهمت و لا تزال تسهم بدور هام في تكوين الشخصية الثقافية و الإجتماعية و السياسية بعد أن كان المسلمون يوم ذاك يفقدون حريتهم و روحهم النضالية و حتى و جودهم بفعل سياسة الحاكمين الأمويين ، و قدمت مع ذلك للأمة نماذج من القيادات و الاتباع ترسم لها مواقعها في مواجهة الأحداث و المواقف التي تعترض طريقها في مسيرتها نحو المستقبل الأفضل و المجتمع الافضل ، و استمرت تلك القيادات في مسيرتها بالرغم مما كان يعترضها من انتكاسات تعرقل مسيرتها و أحيانا إلى الفشل الذي كان من نتائج تشدد تلك الانظمة في اجراءات القمع و الإرهاب لترسيخ انظمتهم التي فرضوها على المجتمع من جميع نواحيه ، و مع كل ما مرّت به تلك القيادات خلال مسيرتها التاريخية من مراحل الصراع و الجهاد تعرض فيها الشيعة لألوان من الأذى و العدوان ، فقد كان لها مواقف مشهورة و بطولات رائعة كانت ثورة الحسين تمدها بالعزيمة و الثبات و تدفع بهم إلى الأمام و استمرت تلك الثورات التي كانت روح كربلاء تسيرها يتلو بعضها بعضاً في مواجهة تلك الدولة الجائرة حتى أنهكتها و قضت عليها و حلت محلها دولة أخرى قامت بسواعد الشيعة التي كانت تمثلها الثورة الحسينية و تسيرهم ، و لكنها مثلث اسوأ الأدوار التي كانت تمثلها الدولة الأموية ، فكانت الثورات و الإنتفاضات تتلو الواحدة الأخرى بقيادة العلويين و غيرهم إلى غير ذلك من الإنتفاضات التي لا يخلو منها عصر من العصور و لا زمان و مكان ، و لكن البعض من تلك الثورات لم يكتب لها و لا لقادتها الخلود إلا لفترات محدودة من الزمن لأنها كانت وليدة ظروف محدودة أو انفعالات عاطفية أو مصالح مخصوصة إلى غير ذلك من الدوافع و كان عمرها محدودا بعمر محتواها و طواها التاريخ كما طوى غيرها من الأحداث .
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين و رحمة الله و بركاته ..
منقول : كتاب من وحي الثورة الحسينية ..
لكم منا خالص الدعاء
مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..