
الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَــــــــــــــــجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْــمْ
الْسَّـــــــــــــــــــــــلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُـــــه
في ظلّ الجاهلية البغيضة ، عاشتِ البشريّةُ قروناً عديدةً قبل أنْ تَطلَّ على الدُّنيا رسالةُ الهُدى ، ودعوةُ الاصلاح الّتي بُعث بها مُنقِذُ البشريّة النبيّ الهادي محمّد (ص) . فكان الانسانُ في تلك الفترة الرهيبة يعيش في محيط البؤس واليأس والشقاء ، وحين خوطب بكلمة الانقاذ وسمع صوت البشير ينادي بقافلة الانسان ، انفتح قلبه للنداء ، واستجاب لدعوة الامل والرجاء .
وهكذا في كلّ مرّة تُنيخُ الجاهليةُ بظلامها على دنيا الانسان ، وينقطعُ الاملُ ، وتُحيطُ به أمواجُ البلاء تكون الرسالةُ الالهيّة هي المُنقِذَ ، والرائدَ في دنيا الاصلاح .
(وَإِنْ مِنْ أُمَّةِ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ ) (فاطر / 24) .
وأشرقت أنوارُ القرآن ، وتبدّدت سحبُ الظلام ، وعادتْ للانسان حرِّيّتُهُ الطبيعيّةُ وكرامتُهُ الّتي صادرها الطغاة المستبدّون .
إنّ في كلّ فترة مِن فترات تاريخ البشرية ، يوجَدُ نبيٌّ مُنقِذٌ ، ورسولٌ هاد ، يتحمّل مسؤوليةَ الهداية والاصلاح .
فظاهرةُ وجود النبوّة ، ظاهرة تعبِّر عن لطف الله وعنايته بخلقه .
وواضح أنّ وجود المصلح المهدي ، يمثِّلُ الامتدادَ المتواصلَ للّطف الالهي ، اللّطفِ الّذي دُعِيَ الانسانُ إلى انتظاره ، كما كان يُدعى إلى انتظار الانبياء المصلحين ، إلاّ أنّ هذا الانتظار مقرونٌ بمسؤولية الامر بالمعروف والنّهي عن المنكر، والدعوة إلى الاسلام، والجهاد في سبيل الله ، لئلاّ تتعطّلَ شريعةُ الهُدى ، ويسودَ الظلمُ والفساد .
فلم تكن هذه الدعوة إلى الانتظار، دعوةَ استسلام أو خنوع أو تخلٍّ عن المسؤوليّة، إلاّ أنّ البعضَ قد فَهمَ قضيّةَ انتظار المهدي المصلح فَهْماً خاطئاً ، فهماً يصلُ إلى حَدِّ تعطيل الاحكام الشرعية ، والتوقّف عن تحمّل مسؤولية الاصلاح ، وإيكال الامر إلى المهدي المصلح ، خلافاً لصريح الرسالة الاسلامية وروح الدعوة الالهيّة .
فالقرآنُ كلُّهُ دعوةٌ إلى الايمان والعمل والتطبيق وتكليفٌ بالاصلاح وبالامر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، ولم يأذنْ بتعطيل الشريعة والاحكام .
إنّ معنى تعطيل الشريعة الالهيّة ، هو سيطرةُ الظلم والفساد والضلال ، وهذا ما لا يأذنْ به الله سبحانه .
إنّ الانسان الّذي غابَ عن وعيه وتفكيره الوعدُ الالهيُّ بوراثة الصالحين ، وبظهور المهدي المصلح ، يسيطرُ عليه اليأسُ ، ويغيب عنه الاملُ ، ويستسلمُ للامر الواقع .
لقد ركّزَ الاسلامُ الاملَ والرجاءَ في النفوس ، ودعا إلى اقتلاع ظاهرة اليأس من الاصلاح ، والاستسلام لسيطرة الجاهلية والطاغوت ، وبشّر بالنصر والاستخلاف في الارض ، فجاءت هذه البشارة للعاملين في سبيل الله ، الداعين إلى رسالته كقانون حياتي تسيرُ وِفقَهُ أحداثُ الحياة ، قال الله تعالى :
(وَعَدَ اللهُ ا لَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّـالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ا لاَْرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ ا لَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُـمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ا لَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَيُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ ا لْفَاسِقُونَ ).
(النُّور / 55) .
منقول : كتاب / الامام محمّد بن الحسن المهدي (عليه السلام)
لكم منا خالص الدعاء

مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..
