
الْلَّـهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
وَ عَــــــــــــــــجِّلْ فَرَجَهَمْ وَ أَهْلِكْ أَعْدَاْئَهُمْ يَاْ كَرِيْــمْ
الْسَّـــــــــــــــــــــــلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُـــــه
يا الله
لبيك يا رسول الله
اسعد الله اوقاتكم بكل خير ، وتقبل الله صيامكم وقيامكم باحسن قبول .
وصل بنا المقام الى طرح المحاولة الرابعة من محاولات النصارى .
تحدث داوود عليه السلام في المزبور الثاني عن الامام المنتظر عليه السلام بلقب ابن الله ، على عادة بني اسرائيل في تلقيب انبيائهم بل وكان كل فرد فيهم بقلب ابن الله على معنى انهم منتسبون اليه لا الى الشيطان او اله غيره .
فاقتبس بطرس ورفاقه عبارة داوود والصقوها بعيسى عليه السلام ، وهي اصل اقنوم الابن في عقائد النصارى، وعلى ذلك فمن يبغي التثليث في اساسه عليه ان يذكر نبؤة الابن ثم يناقش فيها النصارى وبالمناقشة ينهدم التثليث من اساسه ولاتقوم له قائمة .
اذن هنالك طائفتين تمثلان اسوء واهون القائلين بالتثليث من النصارى وتقع بينهما اكثر من تسعة اتجاهات في فهم هذا التثليث ، فالذين قالوا ان الله الذي هو اله ثالث ثلاثة فقد اثبتوا ثلاثة الهة وهو اسوء فهم للتثليث وقولهم كفر .
والذين قالوا الاله واحد لكنه ثلاثة وهي طائفة من النصارى جمعت بين القول بالتوحيد الخالص وبين التعدد في الاقانيم في مفهوم غامض ومعقد للغاية لايفهمه حتى قادة الاتجاه انفسهم ، وهؤلاء لم يكفروا مثل اولئك فورد الخطاب بحقهم كما في قوله تعالى : ( انتهوا خير لكم ) لان قولهم مخالف لاعتقادهم .
نص كلام داوود
(( لماذا ارتجت الامم وتفكر الشعوب بالباطل ؟ قام ملوك الارض وتامر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه ، قائلين لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما الساكن في السموات ، يضحك الرب يستهزء بهم حينئذ ، يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيضه ، اما انا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي اني اخبر من جهة قضاء الرب قال لي : انت ابني انا اليوم ولدتك اسالني اعطيك ميراثا لك واقاصي الارض لك تحطمهم بقضيب من حديد مثل اناء خزف تكسرهم ، فالا نايها الملوك تعقلوا تادبوا ياقضاة الارض اعبدوا الرب بخوف واهتفوا برعدة ، قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لانه عن قليل ينفذ غضبه ، طوبى لجميع المتكلمين عليه )) .
اقول :
ان هذه النصوص لاتدل على عيسى عليه السلام ، لانه لايحطم اعدائه بقضيب من حديد ولان عيسى نفسه قال للحواريين ،: (انا ابن الله سياتي من بعدي ويجب ان تكرموه وتؤمنوا به ، وقد اقترب مجيئه ، ومن يؤمن بكلامه فاكنه كان ميتا وحيي ، ومن صفات الابن الاتي ان الله اعطاه حياة في ذاته كذلك اعطي الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته واعطاه سلطانا ان يدين ايضا لان ابن الانسان) .
محاولة لنصارى جعل نبؤة ابن الله على عيسى عليه السلام تتلخص كالاتي :
ان بطرس ورفاقه قد طبقوها على يسوع على معنى ان ملوك الارض ورؤساء الارض – كل الملوك والرؤساء- تامروا على حربه ، وقال بطرق ورفاقه : ان الملوك والرؤساء هما هيرودوس وبلاطوس الواليان على فلسطين من قبل قصير الرومان ومن يصدق هذا ؟
هل هما ملوك الارض ورؤساء الارض ؟!
وفي الانجيل انهما لم يتامروا على يسوع وانما المتامرون عليه هم بني اسرائيل من دون الناس .
ففي انجيل يوحنا ورد : ( ثم دخل بيلاطس ايضا الى دار الولاية ودعا يسوع وقال له انت ملك اليهود؟ اجابه يسوع امن ذاتك تقول هذا ا ماخرون قالوا لك عني ؟ اجابه بيلاطوس انا يهودي امتك ورؤساء الكهنة اسلموك لي ماذا فعلت ؟ اجابه يسوع : مملكتي ليست من هذا العالم ، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم لليهود ، ولكن مملكتي ليست من هنا . فقال له بيلاطوس ماهو الحق ؟ ولما قال له هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم ان لست اجد فيه علة واحدة ) .
من هو هذا الرجل الذي يفهم ذلك النص ان بيلاطوس قد تامر على عيسى عليه السلام فهو قال: ( لست اجد فيه علة اي سبب يستوجب ب هان يؤذى !!! ) هل يقال في حقه انه تامر على عيسى عليه السلام ؟!
وانظروا الى قول عيسى عليه السلام : ( اتيت لاشهد الى العالم لاشهد للحق ) فهل شهادته تدل على انه المسيح الرئيس ؟
المسيح الملك المماثل لموسى في الحروب والملك هل هو في مثوله امام بيلاطوس قد اسس دولة او مملكة لا تنقرض ابدا كما يقول دانيال النبي ؟ عن المسيح الرئيس ، هذا من جهة بيلاطوس واما من جهة هيرودوس فان لوقا يقول ان بيلاطوس ارسل المسيح الى هيرودوس لمحاكمته فلما راى هيرودوس يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يرى اية تصنع له منه .
فهل كان هيرودوس من المتامرين على يسوع ؟ الم يفرح بلقاءه ؟
شاء الله ان اختم هذا البحث باثني عشر حلقة فحمدا لله .
الحلقة العاشرة تاتي باذنه تعالى .
هبة الله
لكم منا خالص الدعاء

مُوَفَقِّيْنْ بِجَاهِ مَحَمَّدْ وَ آلِ مَحَمَّدْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمُ أَجْمَعِيْنْ ...
نَسْأَلُكُمْ الدُعَاءْ لِصَاْحِبِ الْأَمْرِ الحُجَةِ الْمَهْدِيْ أَرْوَاْحُنَاْ لَهُ الْفِدَاْءْ بِالْفَرَجْ وَ لِسَاْئِرِ الْمُؤْمِنِيْنْ وَ الْمُؤْمِنَاْت
فِيْ أَمَاْنِ اللهِ تَعَالَىْ ..
