وقد تحدّث القرآنُ قبل أن يوضِّحَ للمؤمنين وعدَ الله سبحانه بالاستخلاف ، تحدّث عن مسؤولية الانسان المؤمن ، ودعاه إلى طاعة الله والرسول (ص) المتمثّلة بالعمل بكل ما جاء به النبيّ الهادي محمّد (ص) ، ودعا إليه بشكل جعلَ مِن الاستخلاف والتمكين في الارض نتيجةً طبيعيةً لطاعة الله والرسول ، وأثراً سببيّاً لها ، فقال :
إنّ اليائسين مِن الاصلاح هُم أسرى حالة مَرَضيّة ، وضحايا اليأس والانهزام أمام تيّار الجاهلية ، وعُنصرُ إعاقة لحركة الاُمّة وانطلاقتها التاريخيّة والحضاريّة .
إنّ الدعوةَ الحقّةَ الّتي دعا إليها القرآن ، وأوضَحَها الرسولُ الهادي (ص) ، هي دعوة العمل والجهاد والاصلاح ، في الوقت الّذي تنتظرُ فيه البشريةُ ظهورَ المصلح الموعود ، ويمهِّدُ العاملون الاسلاميون لوراثة الصالحين ، ولمرحلة الاستخلاف المنتظر في الارض .
وإذا كان المنعطفُ التاريخي ، والتحوّلُ الحضاري العملاق ، يحصل على يدي هذا القائد العظيم ، وهو الّذي يُحقِّقُ حلمَ الانبياء ، ويُنقذُ الانسانَ مِن ضلال الجاهلية ، وظلم الطواغيت ، ويُعيدُ صياغةَ البناء للانسان ، على أساس عقيدة التوحيد ، وقيم الرسالة الالهيّة ، فإنّنا بحاجة إلى بحث هذه القضيّة ، وتعميق الوعي من حولها ، وتحويل الاهتمام إليها ، لانّ الاهتمام بها ، يُشكِّلُ جزءاً من الاهتمام بالقضيّة الاسلامية والانسانية الكبرى ، وإعداد الانسان للثورة على الظلم والطغيان وبعث الامال في نفسه ، والانتصار على حالة الضعف والهزيمة النفسية أمام قُوَى الطواغيت .
ومِن أبرز الاثار الّتي يُنتِجُها الاهتمامُ بقضيّة الامام المهدي (ع) ، وتعميقِ الدراسة من حولها ، ونقلها إلى مساحة الاعلام ، هو ربطُ الاُمّة بقائدها المنتظر ، والتهيِّؤُ للانضواء تحت لوائه ، متى ما انطلقَتْ دعوتُهُ ، ولمع نجمُهُ في اُفُقِ السياسة والقيادة . إنّ الايمانَ بالامام المهدي (ع) هو قضيّةٌ غيبيّةٌ ، يُعمِّقُ الايمانَ بها ، روحُ الوعي الغيبي والارتباط النفسي بعالم الغيب ، إلى جانب العمل الميداني في عالم الواقع المادِّي .
لقد كانتِ الاُممُ والشعوبُ قبل بعثات الانبياء ، تنتظرُ النبيَّ المصلح ، وتعيشُ حالةً من الترقّب ورصد الارهاصات ، لتنضوي تحت لواء النبيّ المبعوث . وبعد انقطاع الوحي وختم النبوّات بنبوّة محمّد (ص) ، شاءَ الله أن يكونَ الاصلاحُ على يد إمام من آل الرسول (ص) ، يَبني نهضتَهُ وإصلاحَهُ ، على أساسِ كتابِ الله وسنّة نبيّه الكريم (ص) .
وإذاً لا بدّ من الاهتمام بقضيّة الامام المهدي (ع) ، وربط الانسانية بمصلح مُنتَظَر ، والعمل الجاد من أجل الالتحام بقيادته المرتقبة، والسير تحت لواء مصلح عظيم لتنمية روح الجد في الاصلاح . ولا بدّ من الاكثار من الدُّعاء والتوجّه إلى الله سبحانه ، أنْ يعجِّل خروج هذا المصلح العظيم لِيُـمارِسَ دورَهُ ومهمّتَهُ .
يتبع بمشيئة الرحمن ...
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب مولانا أمير المؤمنين وسيد المتقين علي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام
اختي الكريمة
طرح قيم ، بارك الله بكم
تقبل الله اعمالكم وطاعاتكم
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحسنتِ الطرح بارك الله فيكِ ؛
ربي يوفقك و يسدد خطاكِ .
اللهـم عجـل لوليـك الفــرج