بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تعالى رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبد الله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا قمر بني هاشم يا أبا الفضل العباس
التضحية ... الأخوة ... والوفاء .. هي دروس بطلها العباس (( عليه السلام )) .
قال تعالى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ )
انطلاق الإنسان من الهدفية هي ركيزة من الركائز التي ترتكز عليها تُعَيِّن مسيرة الفرد وما الفرد إلا جزء من المجتمع فيؤثر في المجتمع والمجتمع يؤثر على الأمة، قد يضع الفرد خطة مناسبة أو غير مناسبة فيبني عليها مجموعة من الآمال.
الإنسان الناجح يعمل ويكد لأنه يفكر في المستقبل، يفكر في أولاده وحياتهم فيجعل محطات في حياته ويتجنب الرؤية التقليدية - التي تقود للتراجع للوراء - للحياة فنجده ربما ينتقل لبلد آخر من أجل هدفٍ ما، قد لا يحققه ولكنه يعمل بطريقة أخرى.
هناك نوعان من الهدفية:
النوع الأول: الهدفية من أجل النفس.
الشخوص من هذا النوع يذهبون للفاتحة، يتصلون بأصدقائهم، يحضرون الأعراس، يذهبون للمآتم، يسيرون في تشييع الجنائز،ويعيدون المرضى ولكن ذلك كله من أجل مصلحة ما، حتى إذا ما دخل أحدهم في مشروع ينظر لنفسه في المشروع، يهمه في الأمر إذا نجح المشروع أبرز أنا، ومشكلة الأنا، التعصب للرأي، إتخاذ القرار دون النظر للآخرين والتحيز للقريب. أما في الأسرة فرب الأسرة الذي يتخذ القرار في كل شيء يكوّن أسرة فاشلة، أما إذا أشرك الأم والأبناء في قراراته حتى أبسطها ( لو كانت نزهة ) هُنا هو ينمي القدرات العقلية والفكرية لدى أبنائه ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ( ما خاب من استشار )، ( أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله.
النوع الثاني: الهدفية من أجل الله
لا بد من التضحية من أجل الوصول للهدف فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم التضحيات من أجل هدفٍ عقائدي وهو الدعوة إلى الله والوصول لهدفه، الرسول الذي كان يلقب بالصادق الأمين خسر هذا العنوان من أجل هدفه، ضربوه وطردوه من مكة إلى شعب أبي طالب، طردوه إلى الطائف وطردوه من الطائف! ولكنه كان لا يبالي فهدفه رضا الله.
أبو طالب ومكانته في المجتمع المكي، سيّد البطحاء، فقد مركزه الإجتماعي من أجل الله والمبدأ، اتهموه بالكفروهو المحامي الوحيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مؤمن قريش، جريمته أنه والد أمير المؤمنين عليه السلام. كان ينام رسول الله صلى الله عليه وآله فيأتي إليه أبو طالب أول الليل ويطلب منه أن يغير مكانه ويجعل فيه الإمام علي عليه السلام ثم يأتي ويطلب منه تغيير مكانه مرة أخرى وهكذا لأربع أو خمس مرات في كل ليلة والإمام علي عليه السلام فرِح بذلك لأنه يضحي من أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
السيدة خديجة بنت خويلد، سيدة قريش، الطاهرة، المرأة التي ضحت بأموالها فصرفها الرسول من أجل الهدف. الجميع مدين للسيدة خديجة ولأمير المؤمنين علي فلولا وجودهما لما قال أحدنا ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله وأشهد أن عليًا ولي الله ).
أبو طالب تعامل كمؤمن آل فرعون بالتقية والإمام الصادق عليه السلام يقول: ( التقية ديني ودين آبائي، ومن لا تقية له لا دين له ). ونجد ذلك في سيرة الكثير من الأنبياء والأوصياء والأولياء وعمّار بن ياسر، أبو طالب لم يكن يتظاهر كحمزة، والجزء الأكبر الذي أعطاه مكانته أنه والد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
العقيدة تحمل الإنسان حمل ثقيل وكبير، الحديث عن التقية يقود للحديث عن تعديل الخطاب، نحن اليوم بحاجة لحل الإشكالية في الخطاب فليس كل ما يُعلم يُقال. جابر بن يزيد الجعفي كان لديه 75000 سر من أسرار الإمام الباقر عليه السلام ولكن لم يصلنا أي سر من تلك الأسرار، وكذلك العديد من أصحاب أهل البيت عليهم السلام.
نحن نعيش اليوم في مجتمع الأخوة وكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام ( الناس صنفان: إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) لا تستفز الآخرين أكنت في عمل في جامعة في أي مجال، احترم الآخرين كي يحترمونك ولا يتجرؤون فيسبونا ويشتمونا والقرآن والرسول وأهل بيته ينهون عن السب. الخطاب العقائدي لا بد أن يكون معقول ونتعايش مع المذاهب والأديان والأفكار المتعددة، إذا لم تَحترم لا تُحترم!
مؤمن آل فرعون، كان ابن عمّ فرعون ويسمّى (حزقيل) مؤمناً، وكان يكتم إيمانه، وقد جعله فرعون وليّ عهده، لكنّه آمن بموسى لمّا رأى صدقه ومعجزاته. وذات مرّة وشي به إلى فرعون أنّه قد آمن بالله، فأرسل فرعون رجلين في طلبه، فرأياه في الجبال يصلّي، فجاءا واختلفا هل يخبران فرعون بخبره أم لا؟ أما أحدهما فقال: لن أخبر فرعون وأمّا الآخر فقد أخبره بما رآه، فغضب فرعون أشد الغضب، وقال: لئن كان هذا صادقاً لأعذبنّ حزقيل عذاباً شديداً. وعرف (حزقيل) بالأمر، واستعاذ بالله من شر (فرعون) ثم جاء إلى القصر، وهو وجل خائف.. فلمّا استقرّ به المجلس، قال له فرعون: أتنكر ربوبيّتي، وتصلّي لإله غيري؟ قال حزقيل: ومن قال لك ذلك؟ قال فرعون هذا الرجل. قال حزقيل ـ وقد وجد مفرّا من المأزق الحرج ـ : أيها الملك اسأل هذين الرجلين اللذين وشي أحدهما بي: من ربّهما، وخالقهما، ورازقهما، فسألهما فرعون عن ذلك؟ قالا: ربنا وخالقنا ورازقنا هو أنت أيها الملك. قال حزقيل: فاشهد أيها الملك، واشهدوا أيها الحاضرون: أن ربهم هو ربي وخالقهم هو خالقي، ورازقهم هو رازقي، الرجلين وخالق حزقيل هو (الله). لكن فرعون زعم أن حزقيل يقصد (فرعون) فكفّ عنه وأكرمه، وجعله في محل اطمئنانه واستشارته. أما الرجلان، فأحدهما وهو الذي وشى بـحزقيل فقد لاقى جزاءه من فرعون بالصلب، لأن فرعون ظنّ انه كاذباً في وشايته ضد حزقيل وأما الذي كتم صلاة حزقيل فإنه نجا ولم يمس بسوء، ثم آمن هو كما آمن حزقيل وحَسُن إيمانه.
كثيرون ضحوا بأنفسهم في كل زمان ومكان من أجل الدين، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما بات في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحادثة التي يعلق عنها الكاتب المصري عبد الكريم الخطيب بأنها تدل على أن علي هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يتبع .....
الشيخ : عبد الرضا معاش .
قال تعالى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ )
انطلاق الإنسان من الهدفية هي ركيزة من الركائز التي ترتكز عليها تُعَيِّن مسيرة الفرد وما الفرد إلا جزء من المجتمع فيؤثر في المجتمع والمجتمع يؤثر على الأمة، قد يضع الفرد خطة مناسبة أو غير مناسبة فيبني عليها مجموعة من الآمال.
الإنسان الناجح يعمل ويكد لأنه يفكر في المستقبل، يفكر في أولاده وحياتهم فيجعل محطات في حياته ويتجنب الرؤية التقليدية - التي تقود للتراجع للوراء - للحياة فنجده ربما ينتقل لبلد آخر من أجل هدفٍ ما، قد لا يحققه ولكنه يعمل بطريقة أخرى.
هناك نوعان من الهدفية:
النوع الأول: الهدفية من أجل النفس.
الشخوص من هذا النوع يذهبون للفاتحة، يتصلون بأصدقائهم، يحضرون الأعراس، يذهبون للمآتم، يسيرون في تشييع الجنائز،ويعيدون المرضى ولكن ذلك كله من أجل مصلحة ما، حتى إذا ما دخل أحدهم في مشروع ينظر لنفسه في المشروع، يهمه في الأمر إذا نجح المشروع أبرز أنا، ومشكلة الأنا، التعصب للرأي، إتخاذ القرار دون النظر للآخرين والتحيز للقريب. أما في الأسرة فرب الأسرة الذي يتخذ القرار في كل شيء يكوّن أسرة فاشلة، أما إذا أشرك الأم والأبناء في قراراته حتى أبسطها ( لو كانت نزهة ) هُنا هو ينمي القدرات العقلية والفكرية لدى أبنائه ( وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ) ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ( ما خاب من استشار )، ( أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله.
النوع الثاني: الهدفية من أجل الله
لا بد من التضحية من أجل الوصول للهدف فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم التضحيات من أجل هدفٍ عقائدي وهو الدعوة إلى الله والوصول لهدفه، الرسول الذي كان يلقب بالصادق الأمين خسر هذا العنوان من أجل هدفه، ضربوه وطردوه من مكة إلى شعب أبي طالب، طردوه إلى الطائف وطردوه من الطائف! ولكنه كان لا يبالي فهدفه رضا الله.
أبو طالب ومكانته في المجتمع المكي، سيّد البطحاء، فقد مركزه الإجتماعي من أجل الله والمبدأ، اتهموه بالكفروهو المحامي الوحيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مؤمن قريش، جريمته أنه والد أمير المؤمنين عليه السلام. كان ينام رسول الله صلى الله عليه وآله فيأتي إليه أبو طالب أول الليل ويطلب منه أن يغير مكانه ويجعل فيه الإمام علي عليه السلام ثم يأتي ويطلب منه تغيير مكانه مرة أخرى وهكذا لأربع أو خمس مرات في كل ليلة والإمام علي عليه السلام فرِح بذلك لأنه يضحي من أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
السيدة خديجة بنت خويلد، سيدة قريش، الطاهرة، المرأة التي ضحت بأموالها فصرفها الرسول من أجل الهدف. الجميع مدين للسيدة خديجة ولأمير المؤمنين علي فلولا وجودهما لما قال أحدنا ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله وأشهد أن عليًا ولي الله ).
أبو طالب تعامل كمؤمن آل فرعون بالتقية والإمام الصادق عليه السلام يقول: ( التقية ديني ودين آبائي، ومن لا تقية له لا دين له ). ونجد ذلك في سيرة الكثير من الأنبياء والأوصياء والأولياء وعمّار بن ياسر، أبو طالب لم يكن يتظاهر كحمزة، والجزء الأكبر الذي أعطاه مكانته أنه والد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
العقيدة تحمل الإنسان حمل ثقيل وكبير، الحديث عن التقية يقود للحديث عن تعديل الخطاب، نحن اليوم بحاجة لحل الإشكالية في الخطاب فليس كل ما يُعلم يُقال. جابر بن يزيد الجعفي كان لديه 75000 سر من أسرار الإمام الباقر عليه السلام ولكن لم يصلنا أي سر من تلك الأسرار، وكذلك العديد من أصحاب أهل البيت عليهم السلام.
نحن نعيش اليوم في مجتمع الأخوة وكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام ( الناس صنفان: إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) لا تستفز الآخرين أكنت في عمل في جامعة في أي مجال، احترم الآخرين كي يحترمونك ولا يتجرؤون فيسبونا ويشتمونا والقرآن والرسول وأهل بيته ينهون عن السب. الخطاب العقائدي لا بد أن يكون معقول ونتعايش مع المذاهب والأديان والأفكار المتعددة، إذا لم تَحترم لا تُحترم!
مؤمن آل فرعون، كان ابن عمّ فرعون ويسمّى (حزقيل) مؤمناً، وكان يكتم إيمانه، وقد جعله فرعون وليّ عهده، لكنّه آمن بموسى لمّا رأى صدقه ومعجزاته. وذات مرّة وشي به إلى فرعون أنّه قد آمن بالله، فأرسل فرعون رجلين في طلبه، فرأياه في الجبال يصلّي، فجاءا واختلفا هل يخبران فرعون بخبره أم لا؟ أما أحدهما فقال: لن أخبر فرعون وأمّا الآخر فقد أخبره بما رآه، فغضب فرعون أشد الغضب، وقال: لئن كان هذا صادقاً لأعذبنّ حزقيل عذاباً شديداً. وعرف (حزقيل) بالأمر، واستعاذ بالله من شر (فرعون) ثم جاء إلى القصر، وهو وجل خائف.. فلمّا استقرّ به المجلس، قال له فرعون: أتنكر ربوبيّتي، وتصلّي لإله غيري؟ قال حزقيل: ومن قال لك ذلك؟ قال فرعون هذا الرجل. قال حزقيل ـ وقد وجد مفرّا من المأزق الحرج ـ : أيها الملك اسأل هذين الرجلين اللذين وشي أحدهما بي: من ربّهما، وخالقهما، ورازقهما، فسألهما فرعون عن ذلك؟ قالا: ربنا وخالقنا ورازقنا هو أنت أيها الملك. قال حزقيل: فاشهد أيها الملك، واشهدوا أيها الحاضرون: أن ربهم هو ربي وخالقهم هو خالقي، ورازقهم هو رازقي، الرجلين وخالق حزقيل هو (الله). لكن فرعون زعم أن حزقيل يقصد (فرعون) فكفّ عنه وأكرمه، وجعله في محل اطمئنانه واستشارته. أما الرجلان، فأحدهما وهو الذي وشى بـحزقيل فقد لاقى جزاءه من فرعون بالصلب، لأن فرعون ظنّ انه كاذباً في وشايته ضد حزقيل وأما الذي كتم صلاة حزقيل فإنه نجا ولم يمس بسوء، ثم آمن هو كما آمن حزقيل وحَسُن إيمانه.
كثيرون ضحوا بأنفسهم في كل زمان ومكان من أجل الدين، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما بات في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحادثة التي يعلق عنها الكاتب المصري عبد الكريم الخطيب بأنها تدل على أن علي هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
يتبع .....
الشيخ : عبد الرضا معاش .
