بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فاطمة الزهراء (عليها السلام) طريحة الفراش
أسفي عليها .
أسفي على شبابها ، أسفي على آلامها ، أسفي على قلبها المتوقّد الملتهب .
أسفي على خاطرها المنكسر .
صارت طريحة الفراش ، أخذ المرض والهزال منها كل مأْخذ .
واستولى الذبول على تلك الزهرة الزهراء .
إنّها لا ترجو العلاج والدواء ، ولا تأمل في البقاء .
إنّها تنتظر الموت ، تنتظر التخلّص من هذه الحياة .
تتمنّى أن تلتحق بأبيها الرسول .
لقد اقتربت شمسها نحو الغروب .
لقد كادت شمعة الرسول أن تنطفئ .
لقد ضاقت الدنيا وضُيّقت عليها .
تنظر إلى زوجها العظيم ، جليس الدار ، مسلوب الإمكانيات ، مغصوباً حقّه وإلى أملاكها قد صودرت ، وإلى أموالها قد غُصبت .
استغاثت فلم يغثها أحد ، واستنصرت فلم ينصرها أحد .
منعوها عن البكاء على أبيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أشرف الآباء .
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّه كان من دعائها في شكواها : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأغثني ، اللّهمّ زحزحني عن النار وأدخلني الجنّة وألحقني بأبي محمّد .
فإذا قال لها أمير المؤمنين : عافاكِ الله وأبقاكِ . تقول : يا أبا الحسن ما أسرع اللحاق برسول الله (1) .
وعن الإمام زين العابدين عن أبيه الحسين (عليهما السلام) قال : لمّا مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وصَّت إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ، ولا يؤذن أحداً بمرضها ، ففعل ذلك ، وكان يمرّضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس على استسرار بذلك ... إلى آخر الحديث (2) .
يستفاد من هذا الحديث مدى تألُّم السيدة فاطمة الزهراء من ذلك المجتمع الذي عرفت موقفه اتجاه بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد يكون الاستياء عميقاً ، في النفس كالجرح الغائر في البدن الذي يطول بُرؤُه أو لا يبرأ على مرّ الزمان .
وهكذا يزهد الإنسان المتألِّم في المجتمع ، ويختار الاعتزال عنهم ، وبعد أن كان يستأنس بهم صار لا يحب الالتقاء بهم والتحدّث معهم .
وإنّما يدرك هذه الحالة كل مَن رأى الجفاء والقسوة من أقاربه أو أصدقائه أو مجتمعه ، فإنّه ينزعج حتى من رؤيتهم فكيف بالتحدّث والمجالسة معهم ، وقد يبلغ الأمر بالإنسان أن يملّ الحياة ويفضّل الموت كي يستريح من الحياة التي يعيشها مع أهل الجفاء والقسوة .
اختارت السيدة فاطمة زوجها العظيم ليقوم بتمريضها ، ولا أعلم كيفيّة تمريض الإمام إيّاها ، فهل كان الإمام يصنع لها طعاماً يليق بالمرضى ، أو يتولّى هو أُمور بيته بنفسه ؟
وعلى كل تقدير ، فقد كانت أسماء بنت عميس لها شرف التعاون في تمريض السيدة فاطمة ، ولعلّ السبب في انتخابها لهذه المهمّة هو أنّه كانت العلاقات بين السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وبين أسماء بنت عميس وُديّة وطيّبة للغاية ، إلى درجة أنّها كانت تعتبر نفسها من أُسرة بني هاشم ، وخاصة وأنّها كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب .
وكانت هي بالذات امرأة عاطفية ، تؤمن بالوفاء والإنسانية ، وتقدّر الحقوق لأهلها . وتلتزم بالقيم والمفاهيم العليا .
ويستفاد من مطاوي التاريخ أنّها كانت ـ بالإضافة إلى ذكائها الوافر وعقلها الوقّاد ـ حسنة الأخلاق ، طيّبة المعاشرة ، وكانت السيدة فاطمة الزهراء تبادلها الحب والمودّة والشعور .
ولمّا قُتل جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة وبلغ رسول الله الخبر بكى الرسول (صلّى الله عليه وآله) وبكى الصحابة ، ووصل الخبر إلى حجرات الرسول فبكت الهاشميات ، وأقبل الرسول ودخل على أسماء فدعى بأولاد جعفر وجعل يمسح على رؤُوسهم ، ويشمّهم ويضمّهم إلى صدره ، فأحسّت أسماء بالشرّ ، وقالت : يا رسول الله هل بلغك شيء عن جعفر ؟
فبكى الرسول وقال لها : احتسبي جعفراً فقد قُتل . فبكت وصاحت .
وأقبل الرسول إلى دار ابنته فاطمة وقال لها : اصنعي طعاماً لآل جعفر فإنّهم مشغولون بالعزاء .
فعمدت السيدة فاطمة إلى الدقيق وعجنته وخبزت خبزاً كثيراً وعمدت إلى مقدار من التمر وأرسلت بالخبز والتمر إلى دار آل جعفر .
والعجيب أنّ الرسول لم يأمر إحدى زوجاته ولا سائر الهاشميّات بذلك ، فلعلّ السبب في ذلك أنّ الرسول أراد أن يكون هذا الثواب الجزيل من نصيب ابنته فاطمة .
أو أنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اختار لها هذا العمل نظراً للعلاقات الطيّبة والسوابق الحسنة والخدمات الجمّة التي أسدتها أسماء بنت عميس إلى أهل بيت الرسول .
فلقد مرّ عليك أنّ أسماء حضرت عند السيدة خديجة ساعة وفاتها ، وأنّها ساهمت في التدابير التي اتخذت في زواج السيدة فاطمة الزهراء ، بل وحضرت أسماء عند السيدة فاطمة ساعة ولادة الإمام الحسين ، وقامت بدور المولِّدة وساعدْنها بعض النساء أيضاً .
وبالرغم من أنّها تزوّجت بأبي بكر بعد مقتل زوجها جعفر فإنّها استمرّت على ولائها ، ولم تتغيّر قيد شعرة ، وحتى بعد وفاة الرسول ، وموقف أبي بكر اتجاه أهل البيت كان موقفاً معروفاً .
وبالرغم من الحرب الباردة بين أهل البيت وبين السلطة المتمثّلة في أبي بكر فإنّ أسماء بنت عميس لم تتأثّر بعواطف زوجها ، وتحدّت السلطة تحدّياً لا تنقضي عجائبه .
فكيف كان أبو بكر يسمح لها بالذهاب إلى دار عليّ لخدمة الزهراء وخدمة أولادها ؟
وكيف لم يأمرها بقطع علاقاتها مع أهل البيت في تلك الظروف الخاصة ؟
وعلى كل حال ، فقد كانت السيدة فاطمة الزهراء تستأنس بأسماء وتنسجم معها وتسكن إليها ، وتبثُّ إليها آلامها ، وكأنّها أُختها ، وكأنّها أحبّ الناس إليها ، وأقربهنّ إلى قلبها .
قالت لها السيدة فاطمة في أواخر أيام حياتها : كيف أصنع وقد صرت عظماً وقد يبس الجلد على العظم ؟
وفي رواية التهذيب عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال ... وقالت فاطمة لأسماء : إنّي نحلت وذهب لحمي ، ألا تجعلين لي شيئاً يسترني ؟
قالت أسماء : إنّي كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئاً أفلا أصنع لكِ ، فإن أعجبك أصنع لكِ ؟
قالت : نعم .
فدعت ( أسماء ) بِسَرير فأكبّته لوجهه ، ثم دعت بجرائد فشدّتها على قوائمه ثم جلَّلته ثوباً فقالت : هكذا رأيتهم يصنعون .
فقالت : اصنعي لي مثله ، استريني سترك الله من النار .
وفي رواية الاستيعاب : فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله لا تعرف به المرأة من الرجل .
ورُوي أنّها (عليها السلام) ـ لمّا رأت ما صوَّرته أسماء ـ تبسَّمت ، وما رُؤيت مبتسمة ـ بعد أبيها ـ إلاّ يومئذٍ .
(1) دلائل الإمامة لابن جرير ص 43 ، بحار الأنوار ج 43 ص 217 .
(2) بحار الأنوار ج 43 عن مجالس المفيد .
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اختي الكريمة
السلام عليك ياسيدتي ومولاتي السلام عليك يابنت رسول الله نشكركم على الجهود الطيبة والمباركة
جعلة الله في ميزان اعمااالكم
بارك الله فيكم ... وقضى الله حوائجكم
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أسألكم الدعاااء بظهر الغيب ,,
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أختي دماء الزهراء
على هذا الطرح و المجهود القيم ,
في ميزان حسناتك إن شاء الله .
اللهم صل على محمد و آل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي قدسية الزهراء وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد