بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 ـ (الم*ذَلِكَالْكِتَابُلاَرَيْبَفِيهِهُدىًلِلْمُتَّقِينَ)( سورة البقرة : الآية : 1 ـ 2 )
2 ـ (يَاأَيُّهَاالَّذِينَآمَنُواإِنْتَتَّقُوااللَّهَيَجْعَلْلَكُمْفُرْقَاناً...)( سورة الأنفال : الآية : 29 )
3 ـ (وَاتَّقُوااللَّهَوَيُعَلِّمُكُمُاللَّهُوَاللَّهُبِكُلِّشَيْءٍعَلِيمٌ ) ( سورة البقرة : الآية : 282 )
4 ـ (يَاأَيُّهَاالَّذِينَآَمَنُوااتَّقُوااللَّهَوَآَمِنُوابِرَسُولِهِيُؤْتِكُمْكِفْلَيْنِمِنْرَحْمَتِهِوَيَجْعَلْلَكُمْنُوراًتَمْشُونَبِهِوَيَغْفِرْلَكُمْوَاللَّهُغَفُورٌرَحِيمٌ) ( سورة الحديد : الآية : 28 ) شرحالمفردات
إنّ ( التقوى ) من مادّة ( وِقاية ) ، وتعني ـ كما يقول الراغب في مفرداته ـ حفظ الشيء من الآفات .
إنّ التقوى بمعنى حفظ الروح والنفس ممّا يخشى مضرّته ، ثمّ أُطلقت على الخوف ، كما إنّ التقوى في الشرع تُطلق على التحفّظ من المعاصي ، وكمالها ترك بعض المباحات المشكوكة .
ولباقي أئمّة اللغة تعابير تشبه ما جاء في المفردات ، فقد فسّرها بعض بـ ( الصيانة ) ، وبعض آخر بـ ( الامتناع عن القبائح والأهواء ) .
وقد نقل عدد من المفسّرين حديثاً عن بعض الصحابة أنّهم سألوا عن حقيقة التقوى فأُجِيْبُوا : ( هل مررت بطريق مليء بالأشواك في يومٍ ما ؟ قال السائل : نعم . قال : أَلَمْ تَجمع ثيابك وترفع أذيالك وتسعى للخلاص من الأشواك ؟ فحالتك هذه هي التقوى ) .
نعم ، إنّ الطريق إلى الله مليءٌ بأشواك كثيرة كأشواك الشهوات والميول والأهواء والآمال البعيدة والكاذبة ، ومن هنا ينبغي علـى الإنسان أنْ يحافظ على ثبات روحه دون أنْ تمس الأشواك أقدام روحه فتمزّقها ، ينبغي أنْ لا تشغله دون إنهاء هذا الطريق ،وهذا لا يمكن إلاّ باليقظة والمعرفة والخبرة ومراقبة النفس على الدوام. وبتعبيرأبسط : إنّ التقوى هي الوقاية من الآفات التي تعترض الروح في طريق التكامل ، وتجنّبُ الذنوب والشبهات حتى الحصول على الملكة .
وقد ذكر بعض المفسّرين معانيَ عديدة للتقوى ، وجاءوا بشاهد من القرآن لكلّ منها ، وفي الحقيقة إنّ كلاًّ منها مصداق من مصاديق التقوى ، مثل التوبة والطاعة والإخلاص والإيمان ( العبادة والتوحيد ) . ويقولالبعض : إنّ حقيقة التقوى هي أنْ يجعل الإنسان حائلاً أو مانعاً أمام آفةٍ ما ، فكما يدفع الإنسان تأثير ضربات العدو بالدرع ، كذلك المتّقون فإنّهم يصونون أنفسهم من عذاب الله بواسطة درع طاعة الله . نقسّمالتقوىإلىثلاثمراحل:
1 ـ التقوى عن الكفر .
2 ـ والتقوى عن الذنب .
3 ـ والتقوى عمّا ينسي الإنسان ذِكْر رَبّه .
ولكن ـ كما هو واضح ـ فانَّ المعاني هذه كلّها ترجع إلى المعنى الأساسي الذي ذُكِر للتقوى في البداية . جمعالآياتوتفسيرها : الآيةالأُولى :
اتّقوا كي يسطَع نور العلم على قلوبكم !
يقول الله عزّ وجلّ في الآية الأُولى : (ذَلِكَالْكِتَابُلاَرَيْبَفِيهِهُدىًلِلْمُتَّقِينَ) ، والتعبير هذا يثبت بوضوح تأثير التقوى على المعرفة كمؤهّل لها .
وهذه هي الحقيقة ، فما لم تحصل في باطن الإنسان مرحلة من مراحل التقوى ، لا يمكنه الاستفاضة من ينابيع الكتب السماوية ، وأقل التقوى هو أو يسلّم الإنسان نفسه إلى الحق ويترك العِنَاد ، فإنّ الذين يفتقدون هذه المرحلة من التقوى سوف لا يرتفعون إلى أدنى درجة من درجات المعرفة ، ولا يتقبلّون الهداية أبداً .
طبيعي أنّ الإنسان كلّما كانت روح التقوى والتسليم إلى الحق وقبول الحقائق والواقعيات قويّة عنده ، كانت استفاضته من ينابيع الهداية أكثر .
إنّ ينابيع الهداية ـ وعلى رأسها القرآن المجيد ـ كالغيث الذي يحيي الأرض ويفتّح أزهار المعرفة فيها ، وهذا يحدثُ في الأرض الخصبة فقط لا في كل أرض .
إنّ التعبير بـ ( هدى ) أي بصيغة المصدر تأكيد لحقيقة أنّ روح التقوى إذا استيقظت عند الإنسان وأصبحت فعّالة ، فإنّ القرآن سيصبح الهداية ذاتاً ( تأمّل جيّداً ) .
وفيهذاالمجاليقولبعضالمفسّرينالعظام :
( إنّ الهداية الثانية لمّا كانت بالقرآن فالهداية الأُولى قبل القرآن وبسبب سلامة الفطرة ، فإنّ الفطرة إذا سلمتْ لم تنفكّ مِن أنْ تنتبه شاهدة لفقرها وحاجتها إلى أمر خارج عنها ، وكذا احتياج كل ما سواها ممّا يقع عليه حس أو وهم أو عقل إلى أمر خارج تقف دونه سلسلة الحوائج ، فهي مؤمنة مذعنة بوجود موجود غائب عن الحس ، منه بدأ الجميع وإليه ينتهي ويعود ، وإنّه كما لم يهمل دقيقة من دقائق ما يحتاج إليه الخلق ، كذلك لا يهمل هداية الناس إلى ما ينجيهم من مهلكات الأعمال والأخلاق ، وهذا هو الإذعان بالتوحيد والنبوة والمعاد وهي أصول الدين ) .
كمايقولالفخرالرازي :
والبعض الآخر ذكر في حصر الهداية بالمتّقين ؛ لأنّ الله تعالى ذكر المتّقين مدحاً ليبيّن أنّهم هم الذين اهتدَوا وانتفعوا به ، كما قال : (إِنَّمَاأَنْتَمُنْذِرُمَنْيَخْشَاهَا) ، وقال : (إِنَّمَاتُنْذِرُمَنِاتَّبَعَالذِّكْرَ) ، وقد كان عليه السلام منذراً لكلّ الناس ، فذكر هؤلاء الناس لأجل أنّ هؤلاء هم الذين انتفعوا بإنذاره .
وقد استنتج الفخر الرازي في بعض عباراته :
( ولو لم يكن للمتّقي فضيلة إلاّ ما في قوله تعالى (هُدىًلِلْمُتَّقِينَ) كفاه ؛ لأنّه تعالى بيّن أنّ القرآن هدى للناس في قوله تعالى : (شَهْرُرَمَضَانَالَّذِيأُنْزِلَفِيهِالْقُرْآَنُهُدًىلِلنَّاسِ...) ، ثمّ قال : إنّه هدى للمتّقين ، فهذا يدلّ على أنّ المتّقين هم كل الناس ، فمَن لا يكون متّقياً كأنّه ليس بإنسان ) .
وبالرغم من عدم تنافي التفاسير الماضية ، إلاّ أنّ التفسير الأوّل يبدو أوضح ، ومن هنا يُعرف سُقـم الرأي القائل بحمل ( المتقين ) في الآية على المجاز ، والقول بأنّ المراد منهم سالكـو طريق التقوى ؛ وذلك للحيلولة دون الوقوع في إشكال ( تحصيل حاصل ) ، وذلك لأنّ للتقوى ـ وكـما قلنا ـ مراحل ودرجات ، فمرحلة منه تؤهّل لهداية القرآن ، والمراحل الرفيعة الأخرى تكون وليدة هداية القرآن .
ويُطرح هنا سؤال وهو : إنّ الآيات التي جاءت بعد (هُدىًلِلْمُتَّقِينَ) عرّفت المتّقين بالذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ، وعلى هذا ، أَفَلاَ تكون هداية القرآن تحصيلاً للحاصل يا ترى ؟!
إنّ الإجابة على هذا السؤال تتّضح بالالتفات إلى نقطة في هذا المجال وهي : إنّ الوصول إلى هذه المراحل المذكورة في السؤال ليست نهاية الطريق ، بل هناك مراحل كثيرة أُخرى ينبغي طيّها لبلوغ المرحلة التكاملية اللائقة بالإنسان ، وهذه المرحلة عند المتّقين ستهديهم إلى مراحل أرفع وأسمى بالاستعانة بهداية القرآن .
وتوجد تعبيرات في القرآن تشبه ما جاء في الآية السابقة ، مثلما جاء في الآية (48)من سورة الحاقّة :(وَإِنَّهُلَتَذْكِرَةٌلِلْمُتَّقِينَ) .
فعدّت الآية الأُولى القرآن ( هدىً ) للمتّقين وسبباً لهدايتهم ، والثانية ( تذكرةً ) لهم ، ونعلم أنّ التذكّر من مقدّمات الهداية ، ولهذا عندما وصل عدد من المفسّرين إلى هذه الآية أرجعوا الحديث فيها إلى نفس الحديث في بداية سورة البقرة .
وعلى أية حال ، فإنّ هذه الآيات شاهد ناطق على دور التقوى كممهّد للمعرفة والهداية . يتبع ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله فيك وجزاك الله الخير وقضى الله حوائجكم بحق محمد وال محمد
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي هدية فاطمة وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنتم كثيراً...ربي يجزاكِ خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم وينور قلوبكم بنور القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين