بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد دقات قلب الزهراء
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة فاحصة عند لفظة "فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما ..
قال تعالى : (إنّ الصّفا والمروة من شعائر الله فمن حجّ البيت أواعتمر فلا جُناح عليه أن يطّوّف
بهما ومن تطوّع خيراً فإنّ الله شاكر عليم).
لا شكّ أنّ السعي بين الصفا والمروة، فريضة واجبة، وشرطٌ حتمٌ أي ركن في الحج، وكذا في العمرة،
سواء أكانت مفردةً أم متمتعاً بها إلى الحج. ولفظة (فلا جُناح) تعني عدم البأس، وهذا يعني الترخيص في الفعل فحسب دون اللزوم، فما وجه هذا التعبير الموهم خلافَ المقصود..!?
الجناح : الأثم ومنها لا جناح عليك.
وقد حاول المفسّرون ومن ورائهم الفقهاء، محاولات شتى في حلّ هذا المُشكل وتوجيه هذا المعضل. قال الامام الرازي : ظاهر قوله تعالى : (فلا جناحَ عليه ) انه لا إثم عليه . والذي يصدق أنه لا إثم في فعله، يدخل تحته الواجب والمندوب والمباح، ثم يمتاز كل واحد من هذه الثلاثة عن الأخر بقيد زائد.
فإذن ظاهر هذه الآية لا يدل على أنّ السعي بين الصفا والمروة واجب أوليس بواجب، لأنّ اللفظ الدال على القدر المشترك بين الأقسام لا دلالة فيه ألبتة على خصوصيّة، فلا بُدّ في فهم الخصوصية من الرجوع إلى دليل آخر. وأخرج الطبري بإسناده عن عروة بن الزبير، قال : سئلت عائشة : أرأيت قول الله : (فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما...) والله ما على حد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة ! فقالت عائشة : بئس ما قلت يا ابن أختي. إنّ هذه الآية لو كانت كما أوّلتها، كانت لا جناح عليه أن لا يطوّف بهما... قالت : نزلت الآية في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلّون لمناة... وكان من أهلّ لها يتحرج أن يطوف بين الصفا والمروة... فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك، فنزلت الآية .
قالت : وقد سنّ رسول الله صلى الله عليه وآله الطواف بينهما، فليس لأحد ان يترك الطواف بينهما
فقد أقرّت أنّ الآية بذاتها لا تدل على الوجوب، غير أنّ عمل الرسول صلى الله عليه وآله وسنّته في الالتزام كان دليلاً على وجوب الإِتيان به.
وأخرج الترمذي بإسناده عن سفيان قال : سمعت الزُهْري يحدّث عن عروة، قال : قلت لعائشة : ما أرى على أحد لم يطف بين الصفا والمروة شيئاً، وما أبالي أن لا أطوف بينهما. فقالت : بئس ما قلت يا ابن أختي، طاف رسول الله صلى الله عليه وآله وطاف المسلمون ـ وساق الحديث إلى قولها ـ ولو كانت كما تقول لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما... قال الزُهْري : فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فأعجبه ذلك، وقال : إنّ هذا لَعِلمٌ. ولقد سمعتُ رجالاً من أهل العلم يقولون : إنما كان من لا يطوف بين الصفا والمروة من العرب، يقولون : إنّ طوافنا بين هذين الحَجَرين من أمر الجاهليّة. وقال آخرون من الأنصار : إنّا اُمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر به بين الصفا والمروة... فأنزل الله الآية . . قال أبوبكر بن عبد الرحمن فأراها نزلت في هؤلاء وهؤلاء...
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح
وأورد القرطبي الحديث في تفسيره، ثم قال : وأخرجه البخاري بمعناه، وفيه : أن أبابكر بن عبد الرحمن قال : إنّ هذا لَعِلْمٌ ما كنتُ سمعته... ثم نقل القرطبي تحقيقاً لابن العربي حول تأويل عائشة لهذه الآية، قال : وتحقيق القول فيه إنّ قول القائل : لا جناح عليك أن تفعل، إباحة الفعل. وقوله : لا جناح عليك أن لا تفعل، إباحة لترك الفعل. فلما سمع عروة الآية : (فلا جناح عليه أن يطّوّف...) زعم أنّ ترك الطواف جائز. ثم لما رأى الشريعة مطبقة على أن لا رخصة في ترك الطواف رأى تعارضاً، فطلب الجمع بين هذين المتعارضين. فنبّهته عائشة على أنّ الآية لا تدل على جواز ترك الطوف، وإنما كانت تدل على ذلك إذا كانت : آ «لا جناح عليه أن لا يطوف ...آ». فلم يأت هذا اللفظ لا باحة ترك الطواف، ولا فيه دليل عليه . وإنما جاء لا فادة إباحة الطواف لمن كان يتحرّج منه
غير أنّ جماعة من أهل الجمود في النظر، صمدوا على إرادة جواز الترك، ومن ثم نسبوا إلى بعض كبار الصحابة والتابعين أيضاً أنهم قرءؤا : آ« فلا جناح عليه أن لا يطّوّف بهما آ».
فقد أخرج الطبري بإسناده عن أبي عاصم قال : حدثنا ابن جُرَيج قال : قال عطاء : لو أن حاجّاً أفاض بعد ما رمى جمرة العقبة، فطاف بالبيت ولم يسف فأصاب امرأته، لم يكن عليه شيء، لا في حج ولا في عمرة. من أجل قول الله ـ كما في مصحف ابن مسعود ـ : آ« فمن حج البيت أواعتمر فلا جناح عليه أن لا يطوّف بهما آ». قال : فعاودتُه بعد ذلك، فقلت : إنّه قد ترك سنّة النبي صلى الله عليه وآله : قال : ألا تسمعه يقول : آ« فمن تطوّع خيراً آ»، فأبى أن يجعل عليه شيئاً... فقد أخذ التطوع بمعنى التبرّع.
وأيضاً أخرج عن سفيان عن عاصم الأحول قال : سمعت أنساً يقول : الطواف بينهما تطوع... أي تبرّع ومندوب اليه. وروى نحوه عن مجاهد، قال : لم يُحرَّج من لم يطف بهما... أي لم يأت إِثماً، لأنه غير واجب.
وروى عن عطاء عن عبدالله بن الزبير، قال : هما تطوع .... أي الطواف بينهما...
العالم الرباني آيه الله محمد هادي معرفة ونسألكم الدعاء المبارك ..
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم على الطرح المبارك
ودمتم بعين الله وحفظه
اللهم اسقِ قلوبنا بذكرك حتى تروى، واشبع أرواحنا بطاعتك حتى تقوى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاك خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح الجميل المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم وينور قلوبكم بنور آيات القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين