اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

الأسرار الباطنية للركوع

"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"

المشرف: أنوار فاطمة الزهراء

صورة العضو الرمزية
الفردوس المحمدي
نائب المدير الإداري
مشاركات: 15019
اشترك في: الاثنين سبتمبر 13, 2010 9:00 pm
مكان: مع محمد وآل محمد (عليهم السلام)

الأسرار الباطنية للركوع

مشاركة بواسطة الفردوس المحمدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأسرار الباطنية للركوع

إن من الأسرار الباطنية للصلاة الركوع، الذي جعل ركنا من أركان الصلاة.. إن الحركات البدنية للمصلي، لا بد وأن تكون مقارنة للمعاني القلبية؛ حيث أن هناك حركات نفسية، ينبغي أن تتناسب مع الحركة البدنية.. فالركوع حركة من حركات التذلل، والسجود أيضاً حركة من حركات التذلل.. ولكن السجود حركة عليا، وحركة متقدمة من حركات التذلل بين يدي رب العالمين.. وفي حديث منسوب للإمام الصادق عليه السلام: (في الركوع أدب، وفي السجود قرب.. ومن لا يحسن الأَدب، لا يصلح للقرب).

إن هناك بعض الخصائص المتشابهة، في حركتي الركوع والسجود، ومطلوب من المصلي أن يغفل عما سوى الله عز وجل، وأن يفرغ فؤاده من أي معنى أجنبي.. فالمصلي عندما يكون واقفا يستحب له أن ينظر إلى موضع السجود، وأن لا يشغل نفسه بالأمور الخارجية.. والإنسان الراكع، من الطبيعي أن يكون نظره إلى الأرض، وبالتالي فإنه لا يرى شيئاً من متاع الدنيا ، سوى سجادة صلاته.. وكذلك الإنسان في حال السجود تقريباً لا يكاد يرى شيئاً، فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد.

(سبحان ربي العظيم وبحمده):
يقول المصلي في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده).. هنا معانٍ مختلفة، في مسألة الربط بين التسبيح والحمد.. هل المراد هنا (سبحان ربي العظيم وبحمده) الباء بمعنى مع؛ أي مع حمده؟.. أو الباء بمعنى التلبس؛ أي أنا متلبس بحمد ربي -عز وجل- ومسبح؟.. أو أن الباء بمعنى الإستعانة؛ أي أسبح ربي مستعيناً بحمد ربي؟.. فهناك معانٍ مختلفة للباء

وقبل أن يركع يكبر، ويذكر نفسه دائماً بأن هذه التكبيرة المتخللة للصلاة، كأنها جرس إنذار وتنبيه: أيها المصلي!.. إذا أردت أن تركع تذكر بأن الله أكبر؛ فهو أكبر من أن يوصف!.. فليكن ركوعك بمستوى هكذا رب!.. وعندما ترفع رأسك من الركوع، وقد قصرت في تعظيم الرب، حيث أنك عظمته ببدنك؛ ولكن الجارحة والجوانح الجانحة في مكان آخر.. أيضاً كبّره مستعداً للركوع، وحاول أن تجبر النقص في الركوع، وأن تجبره في السجود.. وكذلك فإن الحركة الركوعية مقدمة لحركة كبرى، ونقلة كبيرة في السجود، كما إن الإمام الصادق -عليه السلام- يصفُ الركوع، فيقول: (لا يركع عبدٌ لله ركوعاً على الحقيقة، إلا زيّنه الله بنور بهائه، وأظله في ظلال كبريائه، وكساه كسوة أصفيائه.. والركوع أوّل، والسجود ثاني.. فمن أتى بمعنى الأوّل، صلح للثاني.. وفي الركوع أدب، وفي السجود قرب.. ومَن لا يحسن الأدب، لا يصلح للقرب ....

الصلاة على النبي (ص):
إن الصلاة على النبي وآل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تقترن بذكر رب العالمين في الركوع؛ عرفاناً للجميل.. فالنبي وآله (ص) لهم فضل في تثبيت أركان الصلاة: ففي الأذان ذكرهم، وفي الإقامة، وفي الركوع، وفي السجود، وفي التشهد ذكرهم.. لقد جعل الله -عز وجل- ذكر المصطفى وآل المصطفى قريناً للمصلي، من أول أذانه إلى التشهد الأخير في ركعته الأخيرة.. يقول تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.

عندما يرفع المصلي رأسه من الركوع يقول:(سمع الله لمن حمده)؛بمعنى: أجاب الله لمن حمده وشكره.. والإنسان عندما يصلي، ويحمد الله عز وجل، ويصلي على النبي وآله، ثم يطلب حاجته، ثمَ يختمها بالصلاة؛ فإن هذا الدعاء لا يُرد أبداً!.

ويقال أن معنى(سمع الله لمن حمده)؛ أي استجابَ!.. ولكن هذه الاستجابة لا يُعلم متى تتم؟.. ربما في الدنيا، أو في البرزخ، وربما تؤجل إلى عرصات القيامة، فيقول رب العالمين لعبده: طلبتَ مني ألفَ دينار في الحياة الدنيا فلم أعطك؛ ولكن خُذ الآن ألفَ قصرٍ في الجنة.. وشتان بينَ ألف ورقيةٍ تفنى، وبين قصور تبقى إلى أبد الآبدين!.. رب العالمين هو أدرى بالمصالح، قد يعطي معجلاً وقد يؤجل.. فما دام الإنسان يدعو إلهاً حكيماً عادلاً قريباً، فإنه لا يبالي أبداً!..
إلهي ... أنت كما أحب فاجعلني كما تحب
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49874
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: الأسرار الباطنية للركوع

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة
جزاك الله خير الجزاء وجعل كل حرف في موازين حسناتك ..
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 13029
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

Re: الأسرار الباطنية للركوع

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت عزيزتي الفردوس المحمدي لهذا النقل المبارك والطرح الرائع
وفقك الله وسدد خطاك المباركة
دمتم بالف خير
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
الفردوس المحمدي
نائب المدير الإداري
مشاركات: 15019
اشترك في: الاثنين سبتمبر 13, 2010 9:00 pm
مكان: مع محمد وآل محمد (عليهم السلام)

Re: الأسرار الباطنية للركوع

مشاركة بواسطة الفردوس المحمدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلموا على المرور المنور لصفحآتي
أنار الله قلوبكم بنور محمد وآله الأطهار

في رعاية الله تعالى وحفظه
إلهي ... أنت كما أحب فاجعلني كما تحب
صورة العضو الرمزية
تسبيحة الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 24728
اشترك في: الأحد يونيو 01, 2008 1:33 pm

Re: الأسرار الباطنية للركوع

مشاركة بواسطة تسبيحة الزهراء »

صورة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)

أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج

خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)
صورة العضو الرمزية
الفردوس المحمدي
نائب المدير الإداري
مشاركات: 15019
اشترك في: الاثنين سبتمبر 13, 2010 9:00 pm
مكان: مع محمد وآل محمد (عليهم السلام)

Re: الأسرار الباطنية للركوع

مشاركة بواسطة الفردوس المحمدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسلموا على المرور المنور لصفحآتي
أنار الله قلوبكم بنور محمد وآله الأطهار

في رعاية الله تعالى وحفظه
إلهي ... أنت كما أحب فاجعلني كما تحب

العودة إلى ”روضـة الإبتهال والتضرع الى الله تعالى“