بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأسرار الباطنية للركوع
إن من الأسرار الباطنية للصلاة الركوع، الذي جعل ركنا من أركان الصلاة.. إن الحركات البدنية للمصلي، لا بد وأن تكون مقارنة للمعاني القلبية؛ حيث أن هناك حركات نفسية، ينبغي أن تتناسب مع الحركة البدنية.. فالركوع حركة من حركات التذلل، والسجود أيضاً حركة من حركات التذلل.. ولكن السجود حركة عليا، وحركة متقدمة من حركات التذلل بين يدي رب العالمين.. وفي حديث منسوب للإمام الصادق عليه السلام: (في الركوع أدب، وفي السجود قرب.. ومن لا يحسن الأَدب، لا يصلح للقرب).
إن هناك بعض الخصائص المتشابهة، في حركتي الركوع والسجود، ومطلوب من المصلي أن يغفل عما سوى الله عز وجل، وأن يفرغ فؤاده من أي معنى أجنبي.. فالمصلي عندما يكون واقفا يستحب له أن ينظر إلى موضع السجود، وأن لا يشغل نفسه بالأمور الخارجية.. والإنسان الراكع، من الطبيعي أن يكون نظره إلى الأرض، وبالتالي فإنه لا يرى شيئاً من متاع الدنيا ، سوى سجادة صلاته.. وكذلك الإنسان في حال السجود تقريباً لا يكاد يرى شيئاً، فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد.
(سبحان ربي العظيم وبحمده):
يقول المصلي في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده).. هنا معانٍ مختلفة، في مسألة الربط بين التسبيح والحمد.. هل المراد هنا (سبحان ربي العظيم وبحمده) الباء بمعنى مع؛ أي مع حمده؟.. أو الباء بمعنى التلبس؛ أي أنا متلبس بحمد ربي -عز وجل- ومسبح؟.. أو أن الباء بمعنى الإستعانة؛ أي أسبح ربي مستعيناً بحمد ربي؟.. فهناك معانٍ مختلفة للباء
وقبل أن يركع يكبر، ويذكر نفسه دائماً بأن هذه التكبيرة المتخللة للصلاة، كأنها جرس إنذار وتنبيه: أيها المصلي!.. إذا أردت أن تركع تذكر بأن الله أكبر؛ فهو أكبر من أن يوصف!.. فليكن ركوعك بمستوى هكذا رب!.. وعندما ترفع رأسك من الركوع، وقد قصرت في تعظيم الرب، حيث أنك عظمته ببدنك؛ ولكن الجارحة والجوانح الجانحة في مكان آخر.. أيضاً كبّره مستعداً للركوع، وحاول أن تجبر النقص في الركوع، وأن تجبره في السجود.. وكذلك فإن الحركة الركوعية مقدمة لحركة كبرى، ونقلة كبيرة في السجود، كما إن الإمام الصادق -عليه السلام- يصفُ الركوع، فيقول: (لا يركع عبدٌ لله ركوعاً على الحقيقة، إلا زيّنه الله بنور بهائه، وأظله في ظلال كبريائه، وكساه كسوة أصفيائه.. والركوع أوّل، والسجود ثاني.. فمن أتى بمعنى الأوّل، صلح للثاني.. وفي الركوع أدب، وفي السجود قرب.. ومَن لا يحسن الأدب، لا يصلح للقرب ....
الصلاة على النبي (ص):
إن الصلاة على النبي وآل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تقترن بذكر رب العالمين في الركوع؛ عرفاناً للجميل.. فالنبي وآله (ص) لهم فضل في تثبيت أركان الصلاة: ففي الأذان ذكرهم، وفي الإقامة، وفي الركوع، وفي السجود، وفي التشهد ذكرهم.. لقد جعل الله -عز وجل- ذكر المصطفى وآل المصطفى قريناً للمصلي، من أول أذانه إلى التشهد الأخير في ركعته الأخيرة.. يقول تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.
عندما يرفع المصلي رأسه من الركوع يقول:(سمع الله لمن حمده)؛بمعنى: أجاب الله لمن حمده وشكره.. والإنسان عندما يصلي، ويحمد الله عز وجل، ويصلي على النبي وآله، ثم يطلب حاجته، ثمَ يختمها بالصلاة؛ فإن هذا الدعاء لا يُرد أبداً!.
ويقال أن معنى(سمع الله لمن حمده)؛ أي استجابَ!.. ولكن هذه الاستجابة لا يُعلم متى تتم؟.. ربما في الدنيا، أو في البرزخ، وربما تؤجل إلى عرصات القيامة، فيقول رب العالمين لعبده: طلبتَ مني ألفَ دينار في الحياة الدنيا فلم أعطك؛ ولكن خُذ الآن ألفَ قصرٍ في الجنة.. وشتان بينَ ألف ورقيةٍ تفنى، وبين قصور تبقى إلى أبد الآبدين!.. رب العالمين هو أدرى بالمصالح، قد يعطي معجلاً وقد يؤجل.. فما دام الإنسان يدعو إلهاً حكيماً عادلاً قريباً، فإنه لا يبالي أبداً!..
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأسرار الباطنية للركوع
إن من الأسرار الباطنية للصلاة الركوع، الذي جعل ركنا من أركان الصلاة.. إن الحركات البدنية للمصلي، لا بد وأن تكون مقارنة للمعاني القلبية؛ حيث أن هناك حركات نفسية، ينبغي أن تتناسب مع الحركة البدنية.. فالركوع حركة من حركات التذلل، والسجود أيضاً حركة من حركات التذلل.. ولكن السجود حركة عليا، وحركة متقدمة من حركات التذلل بين يدي رب العالمين.. وفي حديث منسوب للإمام الصادق عليه السلام: (في الركوع أدب، وفي السجود قرب.. ومن لا يحسن الأَدب، لا يصلح للقرب).
إن هناك بعض الخصائص المتشابهة، في حركتي الركوع والسجود، ومطلوب من المصلي أن يغفل عما سوى الله عز وجل، وأن يفرغ فؤاده من أي معنى أجنبي.. فالمصلي عندما يكون واقفا يستحب له أن ينظر إلى موضع السجود، وأن لا يشغل نفسه بالأمور الخارجية.. والإنسان الراكع، من الطبيعي أن يكون نظره إلى الأرض، وبالتالي فإنه لا يرى شيئاً من متاع الدنيا ، سوى سجادة صلاته.. وكذلك الإنسان في حال السجود تقريباً لا يكاد يرى شيئاً، فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد.
(سبحان ربي العظيم وبحمده):
يقول المصلي في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده).. هنا معانٍ مختلفة، في مسألة الربط بين التسبيح والحمد.. هل المراد هنا (سبحان ربي العظيم وبحمده) الباء بمعنى مع؛ أي مع حمده؟.. أو الباء بمعنى التلبس؛ أي أنا متلبس بحمد ربي -عز وجل- ومسبح؟.. أو أن الباء بمعنى الإستعانة؛ أي أسبح ربي مستعيناً بحمد ربي؟.. فهناك معانٍ مختلفة للباء
وقبل أن يركع يكبر، ويذكر نفسه دائماً بأن هذه التكبيرة المتخللة للصلاة، كأنها جرس إنذار وتنبيه: أيها المصلي!.. إذا أردت أن تركع تذكر بأن الله أكبر؛ فهو أكبر من أن يوصف!.. فليكن ركوعك بمستوى هكذا رب!.. وعندما ترفع رأسك من الركوع، وقد قصرت في تعظيم الرب، حيث أنك عظمته ببدنك؛ ولكن الجارحة والجوانح الجانحة في مكان آخر.. أيضاً كبّره مستعداً للركوع، وحاول أن تجبر النقص في الركوع، وأن تجبره في السجود.. وكذلك فإن الحركة الركوعية مقدمة لحركة كبرى، ونقلة كبيرة في السجود، كما إن الإمام الصادق -عليه السلام- يصفُ الركوع، فيقول: (لا يركع عبدٌ لله ركوعاً على الحقيقة، إلا زيّنه الله بنور بهائه، وأظله في ظلال كبريائه، وكساه كسوة أصفيائه.. والركوع أوّل، والسجود ثاني.. فمن أتى بمعنى الأوّل، صلح للثاني.. وفي الركوع أدب، وفي السجود قرب.. ومَن لا يحسن الأدب، لا يصلح للقرب ....
الصلاة على النبي (ص):
إن الصلاة على النبي وآل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تقترن بذكر رب العالمين في الركوع؛ عرفاناً للجميل.. فالنبي وآله (ص) لهم فضل في تثبيت أركان الصلاة: ففي الأذان ذكرهم، وفي الإقامة، وفي الركوع، وفي السجود، وفي التشهد ذكرهم.. لقد جعل الله -عز وجل- ذكر المصطفى وآل المصطفى قريناً للمصلي، من أول أذانه إلى التشهد الأخير في ركعته الأخيرة.. يقول تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}.
عندما يرفع المصلي رأسه من الركوع يقول:(سمع الله لمن حمده)؛بمعنى: أجاب الله لمن حمده وشكره.. والإنسان عندما يصلي، ويحمد الله عز وجل، ويصلي على النبي وآله، ثم يطلب حاجته، ثمَ يختمها بالصلاة؛ فإن هذا الدعاء لا يُرد أبداً!.
ويقال أن معنى(سمع الله لمن حمده)؛ أي استجابَ!.. ولكن هذه الاستجابة لا يُعلم متى تتم؟.. ربما في الدنيا، أو في البرزخ، وربما تؤجل إلى عرصات القيامة، فيقول رب العالمين لعبده: طلبتَ مني ألفَ دينار في الحياة الدنيا فلم أعطك؛ ولكن خُذ الآن ألفَ قصرٍ في الجنة.. وشتان بينَ ألف ورقيةٍ تفنى، وبين قصور تبقى إلى أبد الآبدين!.. رب العالمين هو أدرى بالمصالح، قد يعطي معجلاً وقد يؤجل.. فما دام الإنسان يدعو إلهاً حكيماً عادلاً قريباً، فإنه لا يبالي أبداً!..