اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

النِّيّةُ سِرٌّ مستودَع - بها يبلغُ الإنسانُ نصابَه اللّازم

"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"

المشرف: أنوار فاطمة الزهراء

صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 13029
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

النِّيّةُ سِرٌّ مستودَع - بها يبلغُ الإنسانُ نصابَه اللّازم

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »



رُوي‌ ‌عن‌ رسول‌ الله‌‌ صلّى‌ الله ‌عليه‌ و آله‌‌ أنّه‌ ‌قال‌:

«إنّما الأعمال‌ بالنيّات‌، ولكل‌ّ امرئ‌ٍ ‌ما نوى‌، فمَن‌ غزا ابتغاءَ ‌ما ‌عند‌ الله فقد وقع‌ أجرُه‌ ‌على‌ الله، و‌من‌ غزا يريدُ عرَض‌ الدنيا ‌أونوى‌ عقالاً ‌لم‌ يكن‌ ‌له‌ إلّا ‌ما نوى‌».

و‌في‌ وصيّته صلّى‌ الله ‌عليه‌ و آله‌‌ لأبي‌ّ ذرّ: «وَلْيَكن‌ لك‌ ‌في‌ كل‌ّ ‌شيء‌ نيّة، حتّى ‌في‌ النوم‌ والأكل‌».


فالنيّة بمعنى: قصد التقرّب‌ ‌من‌ الله سبحانه‌، و‌هي‌ روح‌ العمل‌ الذي‌ ‌بها‌ يحيا ومن دونها يموت‌، و‌لا‌ أثر للمَيت‌. و‌بها‌ تصح‌ّ العبادة، ومن دونها تبطل‌. و‌حيث‌ إن‌ّ للنيّة درجات؛‌ فلِلصّحّة مراتب،‌ و‌إن‌ ‌كانت‌ مشتركة ‌في‌ أصل‌ الإمتثال‌، وسقوط الإعادة ‌أوالقضاء، و‌لكن‌ لكل‌ٍّ ‌من‌ تلك‌ المراتب‌ ثواب‌ٌ يختص‌ّ ‌بها‌، وقُربٌ‌ يحصل‌ ‌منها‌، و‌لا‌ يحصلُ‌ ‌ذلك الثواب‌ ‌أو القرب‌ من دونها.


حقيقةُ النيّة بمعنى‌ قصد القُربة هي روحُ‌ العمل‌ وقلبُه‌، وهي أفضلُ‌ ‌من‌ العمل‌؛ لأن‌ّ حياتَه‌ ‌بها‌،کما‌ يُستفاد ممّا رواه‌ الكليني‌ّ‌ رحمه‌ الله‌ بإسناده‌، ‌عن‌ سفيان‌ ‌بن‌ عيينة، ‌
عن‌ ‌أبي‌ ‌عبد‌ الله‌ ‌عليه‌ السّلام‌‌ ‌في‌ قول‌ الله عزّ وجل‌ّ
﴿..لِيَبلُوَكُم‌ أَيُّكُم‌ أَحسَن‌ُ عَمَلًا..﴾
size هود:7؛الملك:2،
قال‌: «‌ليس‌ يعني‌ أكثرَكم‌ عملاً، و‌لكن‌ْ أصوبَكم‌ عملاً، وإنّما الإصابة خشيةُ الله عزّ وجل‌ّ، والنيّة الصادقة والحَسنة»،
ثم‌ّ ‌قال عليه السلام‌: «الإبقاءُ ‌على‌ العمل‌ حتّى يخلص‌ أشدّ ‌من‌ العمل‌، والعمل‌ الخالص‌ [هو] الذي‌ ‌لا‌ تريد ‌أن‌ يحمدك‌ ‌عليه‌ أحدٌ إلّا الله عزّ وجل‌ّ، والنيّة أفضل‌، ألا وإن‌ّ النيّة ‌هي‌ العمل»‌،
ثم‌ّ تلا ‌قوله‌ ‌تعالى:﴿..كُل‌ٌّ يَعمَل‌ُ عَلى‌ شاكِلَتِه‌ِ..﴾
الإسراء:84، يعني‌: ‌على‌ نيّته.



خلوصُ النيّة سرٌّ ملكوتيّ

و‌من‌ هنا يظهر الجمعُ‌ ‌بين‌ الأصل‌ الحاكم‌ بأن‌ّ:«أفضل‌ الأعمال‌ أحمزُها» [أي أمتنُها وأقواها]
، و‌بين‌ الأصل‌ الحاكم‌ بأن‌ّ: «نيّة المؤمن‌ خيرٌ ‌من‌ عمله‌»؛
لأن‌ّ النيّة ‌إذا ‌كانت‌ روحَ العمل‌ ولبَّه‌ ومغزاه‌ ‌كانت‌ أفضلَ‌ ‌منه‌، ‌کما‌ أنّها ‌لا‌ بدّ و‌أن‌ تكون‌ خالصة، إذ الرّياء المتمشّي‌ ‌في‌ العمل‌ ‌لا‌ يتطرّق‌ ‌إليه‌ إلّا ‌من‌ طريق‌ النيّة فحسب‌، وتحصيلُ‌ الإخلاص‌ ‌في‌ النيّة أحمزُ وأصعب‌، لذا تكون‌ أفضل‌ ‌من‌ العمل‌.

وأمّا سرّ كون‌ نيّة الكافر شرّاً ‌من‌ عمله‌ فلِأن‌ّ النيّة ‌هي‌ الأصل‌ ‌کما‌ مرّ، والأصل‌ُ الذي‌ ‌به‌ يتقوّم‌ الفرع‌ُ و‌عليه‌ يتّكئ‌ الغصن‌ُ و‌إليه‌ يرجع‌ ‌ما عداه،‌ أهم‌ّ، سواءً ‌في‌ طرف‌ الخير ‌أم الشرّ.

والنيّة لمّا ‌كانت‌ أمراً قلبيّاً ‌لا‌ يطّلع‌ الناس‌ عليها، ‌لا‌ يتطرّق‌ إليها الرّياء والسُّمعة ونحو ‌ذلك؛ لخروجها ‌عن‌ مرأى‌ الناس‌ ومسمعِهم‌، والعمل‌ لكونه‌ مرئيّاً ‌أو مسموعاً قابلٌ‌ ‌لأن‌ يتسرّب‌ ‌إليه‌ الرّياء،
ولذا ‌قد‌ علّل‌ ‌في‌ (عِلل الشرائع)‌ حسبما رواه‌ زيد الشحّام‌، ‌عن‌ ‌أبي‌ ‌عبد‌ الله‌ عليه السلام كوْن‌
«نيّة المؤمن‌ِ خيرٌ ‌من‌ عمله» بذلك‌،

ولكن‌ّ التأمّل‌ في ما تقدّم‌ يوضِح‌ المراد، إذ الرّياء ‌لا‌ يسري‌ ‌إلى العمل‌ إلّا ‌من‌ طريق‌ النيّة، و‌هي‌‌ -النيّة‌-‌ لمّا ‌كانت‌ مستورةً ‌عن‌ أَعين‌ الناس‌ وأسماعِهم‌ تنزّل‌ بلباسِ‌ العمل‌ وتكتسيه‌، حتّى‌ تصير مرئيّةً ‌أو مسموعة.

ولمّا ‌کان‌ العقل‌ العملي‌ّ ‌-‌‌بما‌ ‌له‌ ‌من‌ الشؤون‌ والآثار: كالإرادة والإخلاص‌ ونحو ‌ذلك-‌ نورٌ يُعبَد ‌به‌ الرّحمن،‌ وتُكتَسب‌ ‌به‌ الجنان،‌ فإذا ‌کان‌ ‌ذلك‌ النّور مضيئاً بلا انطفاء و‌لا‌ انخساف‌ حصل‌ الإيمانُ‌ والإخلاص‌، و‌إذا‌ ‌کان‌ منخسفاً بطَوع‌ الهوى‌ حصل‌ الكفرُ ‌أو الرّياء،
‌کما‌ يُستفاد ممّا رواه‌ الكليني‌ رحمه‌ الله، ‌عن‌ ‌أبي‌ ‌عبد‌ الله‌ ‌عليه‌ السّلام‌‌:
«‌ليس‌ ‌بين‌ الإيمان‌ والكفر إلّا قلّةُ العقل‌،
قيل‌: وكيف‌ ذاك‌ ‌يا ابنَ‌ رسول‌ الله؟ ‌
قال‌ عليه‌ السّلام‌: إن‌ّ العبدَ يرفعُ‌ رغبتَه‌ ‌إلى‌ مخلوق،‌ فلو أخلصَ‌ نيّتَه‌ لله،‌ لآتاه‌ الله الذي‌ يريدُ ‌في‌ أسرع‌ ‌من‌ ‌ذلك».

فالإخلاص‌ الذي‌ ‌هو الأساس‌ ‌في‌ النيّة سرٌّ ملكوتي‌ّ ‌لا‌ يناله‌ إلّا ‌مَن‌ أحبّه‌ الله، و‌لا‌ يحبُّ الله أحداً إلّا ‌مَن‌ تقرّب‌ ‌إليه‌ بالنوافل‌، وباتّباع‌ آثار حبيبِه‌ رسول‌ الله صلّى‌ الله ‌عليه‌ وآله‌، المتقرّبِ‌ ‌إليه‌ ‌تعالى بالنّوافل‌ كلِّها، والفرائض‌ طُرِّها.

فلِلنيّة سرٌّ إلهي‌ّ ‌لا‌ يُنال‌ إلّا بطيِّ مراحل‌ تكون‌ النيّةُ ‌في‌ بعضها حالاً، و‌في‌ بعضِها مَلَكَة، ‌إلى ‌أن‌ تنتهي‌ ‌إلى مرحلة الإخلاص‌ الذي‌ ‌هو سرٌّ إلهي‌ّ، و‌کما‌ أن‌ّ المحب‌ّ لله تعالى إنّما يصير محبوباً ‌إذا‌ اتّبع‌ حبيبَه‌، فكذلك‌ المخلِص‌‌-‌بالكسر‌-‌ إنّما يصير مخلَصاً‌ -‌بالفتح‌‌-‌ ‌إذا‌ اتّبع‌ ‌مَن‌ استخلَصَه‌ اللهُ لنفسِه‌ فصار مخلَصاً ‌-‌بالفتح‌‌-‌ محضاً، وللمخلَص‌‌-‌بالفتح‌‌-‌ أوصاف‌ُ وأحكامُ‌ ودرجات‌،

لعلّ‌أعلاها ‌ما ‌هوالمستفاد ‌من‌ قوله‌ ‌تعالى:
﴿سُبحان‌َ الله عَمّا يَصِفُون‌َ * إلّا عِبادَ الله المُخلَصِين‌َ﴾
الصّافات: 159-160،
‌حيث‌ دل‌ّ ‌على‌ أنّه‌ ‌ليس‌ لأحدٍ ‌أن‌ يصِف‌َ الله سبحانه‌ إلّا العباد المخلَصين‌، وأنّهم‌ يعرفونه‌ ‌تعالى ‌بما‌ ‌هو اللازم‌ اللّائق،‌ و‌إن‌ْ ‌لم‌ يكتنهوه‌، وكفى‌ بذلك‌ ذخراً وشرفاً.

وليُعلَم‌: أن‌ّ الدّارج‌ ‌بين‌ أبناء الظّاهر ‌من‌ النيّة ‌ما ‌هو الإخطار بالبال‌، أي‌: الذي‌ ‌ليس‌ ‌له‌ إلّا وجودٌ ذهني‌ّ، و‌هو ‌کما‌ قيل‌: نيّةٌ بالحَمل‌ الأوّلي‌ّ، وغفلةٌ وذهول‌ بالحمل‌ الشائع‌ الصناعي‌ّ. وأمّا نفس‌ العمل‌ الخارجي‌ّ فصادر عادةً ‌لا‌ عبادة، ‌حيث‌ إنّه‌ ‌لا‌ أثر للوجود الذهنيّ، و‌لا‌ بعثَ‌ ‌له‌، وإلّا ‌لما‌ تخلّله‌ الشك‌ّ والسّهو، والزّيادة والنقيصة، و‌ما ‌إلى‌ ‌ذلك‌ ممّا ‌هو المُبتلى‌ ‌به‌ للنّاس‌، ‌


بل‌ المهم‌ّ ‌في‌ النيّة ‌هو‌: انبعاثُ‌ الرّوح‌ ‌من‌ العادة ‌إلى‌ العبادة بحيث‌ ‌لا‌ يقرأ و‌لا‌ يركع‌ و‌لا‌ يسجد ‌في‌ ‌الصّلاة‌، وهكذا ‌لا‌ يغسل‌ و‌لا‌ يمسح‌ ‌في‌ الوضوء -وفي غيرهما- إلّا ببَعث‌ ‌ذلك‌ الأمر القلبي‌ّ،
و‌هذا‌ إنّما يتمشّى‌ ‌من‌ قلبٍ‌ ‌ليس‌ ‌فيه‌ سوى‌ الله تعالى، المعبّر ‌عليه‌ ‌في‌ لسان‌ النصوص‌
«بالقلب‌ السّليم‌»

‌کما‌ روى القطب‌ الراوندي‌ّ ‌في‌ (لب‌ّ اللُباب) ‌عن‌ النبي‌ّ‌ صلّى الله عليه وآله أنّه‌ سُئل‌، ‌ما القلب‌ السّليم‌؟ ‌
فقال‌: «دين‌ٌ بلا شكٍّ وهوى‌، وعملٌ بلا سُمعةٍ ورِياء».

كذلك روى‌ الكليني‌‌ عن الصّادق عليه السلام ‌في‌ قول‌ الله عزّ وجل‌ّ: ﴿إِلا مَن‌ أَتَى‌ الله بِقَلب‌ٍ سَلِيم‌ٍ﴾
الشعراء:89: «القلب‌ُ السّليم‌: الذي‌ يلقى ربَّه‌ و‌ليس‌ ‌فيه‌ أحدٌ سواه‌ ".." وكل‌ُّ قلبٍ‌ ‌فيه‌ شركٌ‌ ‌أو شكٌّ فهو ساقط، وإنّما أراد بالزُّهد ‌في‌ الدّنيا لتفرغ‌َ قلوبُهم‌ للآخرة».


و‌إذا‌ ‌کان‌ القلبُ‌ وعاءً لعدّة ‌من‌ الأهداف‌ والأغراض‌ الّتي‌ يجمعها حب‌ُّ الدنيا فكيف‌ ‌يكون‌ العمل‌ الصادر ‌عنه‌ لله‌ وحده‌؟ و‌حيث‌ إن‌ّ الإخلاصَ‌ صَعبُ‌ الوصول‌ فقد أُمِر بالزّهد ونحوه‌ ‌لا‌ لنفسه‌، ‌بل‌ لحصول‌ ‌ذلك الهدف‌ السّامي‌. والإخلاص‌ بالمعني‌ الذي‌ ‌هو سرٌّ ‌من‌ أسرار الله ‌ليس‌ أمراً ذهنيّاً حصوليّاً، ‌بل‌ ‌هو أمرٌ عينيٌّ حضوري‌ّ، فعليه‌ ‌يکون‌ مقاماً معلوماً لدى‌ الله سبحانه‌ ‌لا‌ يتخطّاه‌ إلّا ‌مَن‌ ارتدى برداء المحبّة، أي‌: ‌کان‌ محبوباً لله‌ ‌بعد‌ ‌أن‌ ‌کان‌ محبّاً له ‌تعالى‌.

ثمّ إن‌ّ ‌بين‌ عبادة العبيد وعبادة الطُّمعاء (التجّار) و‌بين‌ عبادة المحبّين‌ الأحرار فرقاً، فضلاً ‌عن‌ عبادة المحبوبين‌، سيّما ‌إذا‌ بلغوا ‌-‌أي‌: المحبوبون‌-‌ مرتبة المخلِصين‌‌ -‌بالكسر-‌ الّذين‌ ‌إذا‌ جدّوا واجتهدوا وهاجروا ‌من‌ ‌غير‌ الله ‌إليه‌ ‌تعالى‌ يستخلصُهم‌ الله لنفسه‌، فيصيرون‌ مخلَصين ‌‌-‌بالفتح‌‌-‌، وهنالك‌ تتبيّن‌ روح‌ُ النيّة وسرُّها الّتي‌ ‌هي‌ روح‌ العمل‌ وسرُّه‌، فالعمل‌ حيٌّ بالنيّة، و‌هي‌ تحيا‌ بسرّها الذي‌ ‌هو الإخلاص‌، الذي‌ ‌هو سرٌّ ‌من‌ أسراره‌ ‌تعالى،‌ المودَعُ‌ ‌في‌ قلبِ‌ ‌مَن‌ أحبّه‌ ‌تعالى و‌لم‌ يحب‌َّ سواه‌، سواءً نفسه‌ ‌أم ‌غيره‌.


وممّا ينبّه‌ ‌على أن‌ّ النيّة ‌هي‌ روح‌ العمل‌ وأنّها أصلٌ‌ حاكمٌ‌ ‌عليه‌، ‌
هو ‌ما قاله‌ مولانا الصّادق‌ ‌عليه‌ السّلام‌:
«ما ضَعُف‌ بدنٌ‌ عمّا قوِيت‌ ‌عليه‌ النيّة»،
لدلالته‌ ‌على‌ أن‌ّ العمل‌ البدني‌ّ تابعٌ‌ للقصد القلبيّ وجوداً وعدماً، وقوّةً وضعفاً، بحيث‌ يدور العمل‌ البدني‌ّ مدار النيّة ‌في‌ جميع‌ ‌ما أُشير ‌إليه‌، حتّى‌ أن‌ّ البدن‌ الضعيف‌ يقدر ‌على‌ العمل‌ ‌إذا‌ قوِيت‌ النيّة، ‌کما‌ أن‌ّ البدن‌ القويّ يضعف‌ ‌عنه‌ ‌إذا‌ ضعُفت‌ النّيّة، فالإنسان‌ بِنيِّته‌ ‌لا‌ ببدنِه‌، و‌هذا‌ الحديث‌ُ ‌من‌ غُرَر الأحاديث‌ المأثورة ‌عن‌ أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السّلام‌، لتفسيرِه‌ حدَّ الإنسان‌ بأنّه‌ حيوانٌ‌ ناطقٌ‌ ناوٍ، إذ ‌لو‌لا‌ النيّة الّتي‌ ‌هي‌ السرّ المستودَع‌ ‌لما‌ بلغ‌ الإنسانُ‌ نصابَه‌ اللّازم‌، فهو ‌بعدُ‌ ‌غيرُ‌ بالغ‌.

والشاهدُ الآخر ‌على أصالة النيّة: أنّها ‌إذا‌ تحقّقت‌ وقوِيت‌ تكون‌ ‌الصّلاةُ‌ مناجاةً ‌مع‌ الله، ومعراجاً للمصلِّي‌، و‌إذا‌ ضعُفت‌ وذهل‌ المصلّي‌ عنها، تفقد تلك‌ ‌الصّلاة‌ صِبغةَ النجوى‌، ويصير المصلّي‌ مستحقّاً للويل‌، ‌کما‌ ‌قال‌ تعالى:
﴿فويلٌ لِلمُصَلِّين‌َ * الَّذِين‌َ هُم‌ عَن‌ صَلاتِهِم‌ ساهُون‌َ * الَّذِين‌َ هُم‌ يُراؤُن‌َ * ويَمنَعُون‌َ الماعُون‌َ﴾
الماعون: 4-7.

إن‌ّ المصلّي‌ الناوي‌ الذي تكون‌ نيّتُه‌ خالصةً ‌لا‌ ‌يكون‌ جزوعاً و‌لا‌ مَنوعاً، ‌بل‌ ‌هو ممّن‌ ‌في‌ ماله‌ حَق‌ٌّ مَعلُوم‌ٌ لِلسّائِل‌ِ والمَحرُوم‌ِ، والمصلّي‌ السّاهي‌ الذي‌ تكون‌ نيّتُه‌ مشوبةً بالذّهول‌ يُرائي‌ ويمنع‌ُ الماعون‌، وكم‌ من فرق‌ بينهما، ومدارُ الفرق‌ إنّما ‌هو النيّة ‌في‌ الأوّل‌، والذُّهول‌ عنها ‌في‌ ‌الثاني‌، ‌لا‌ فعلُ‌ ‌الصّلاة‌ ظاهراً لاستوائها ‌في‌ الحالَين.

_______________
الشيخ عبد الله جوادي آملي
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
الفردوس المحمدي
نائب المدير الإداري
مشاركات: 15019
اشترك في: الاثنين سبتمبر 13, 2010 9:00 pm
مكان: مع محمد وآل محمد (عليهم السلام)

Re: النِّيّةُ سِرٌّ مستودَع - بها يبلغُ الإنسانُ نصابَه اللّازم

مشاركة بواسطة الفردوس المحمدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسنتم أختي المؤمنة على موضوعكم الّنير
وفقكم الله تعالى وأناركم من نور علمه

في رعاية الله تعالى وحفظه
إلهي ... أنت كما أحب فاجعلني كما تحب
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49874
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: النِّيّةُ سِرٌّ مستودَع - بها يبلغُ الإنسانُ نصابَه اللّازم

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ اختي يالثارات
على الموضوع الرائع و في إنتظار جديدكِ لا عدمناكِ
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 13029
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

Re: النِّيّةُ سِرٌّ مستودَع - بها يبلغُ الإنسانُ نصابَه اللّازم

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لمروركم الكريم اخواتي ودعواتكم الطيبة
رزقكم الله تعالى السلامة والعافية في الدنيا والآخرة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
تسبيحة الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 24728
اشترك في: الأحد يونيو 01, 2008 1:33 pm

Re: النِّيّةُ سِرٌّ مستودَع - بها يبلغُ الإنسانُ نصابَه اللّازم

مشاركة بواسطة تسبيحة الزهراء »

صورة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)

أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج

خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)
صورة العضو الرمزية
فاطمة جنة علي
فـاطـمـيـة
مشاركات: 9771
اشترك في: الثلاثاء إبريل 12, 2011 7:41 am
مكان: عراق اهل البيت ع والمقدسات ((مركز دوله الامام المهدي عج ))

Re: النِّيّةُ سِرٌّ مستودَع - بها يبلغُ الإنسانُ نصابَه اللّازم

مشاركة بواسطة فاطمة جنة علي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم والمتراضين على عدوهم ومنكري فضائلهم من الاولين والاخرين
السلام على شيعة علي عليه السلام ورحمة الله وبركاته
ياغياث المستغيثين اغثني بفاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستود ع فيها ادركني
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
كل عام وأنتم بخير


تسلم الانا مل الولائية
قضى الله حوائجكم بحق سر الاسرار علي 110


نــــــــــــــــــــــسالكم الـدعـــــــــــــــــــاء
دمتم برعاية بقية الله
الامر للعباس
اِلـهي اِنْ لَمْ تَبْتَدِئنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفيقِ فَمَنِ السّالِكُ بي اِلَيْكَ في واضِحِ الطَّريقِ
صورة
ان ماأردت الفوز بالعلياء والمكارم فاسجد وقل بفاطم بفاطم بفاطم

العودة إلى ”روضـة الإبتهال والتضرع الى الله تعالى“