مع الحسين(ع)(ج2)
* هناك جملة من المكتسبات يحصل عليها المؤمن خلال إحياء هذه الذكرى ومع تصرمها قد يرى من نفسه حالة من التراجع، فقد يفقد شيئاً من هذه المكتسبات، فكيف يحافظ على هذه المكتسبات؟
* طوبى لمن عرف قدر نفسه... الطفل عندما يعطى بيده جوهرة فهو ما دام طفلاً ولم يعرف قدرها وقيمتها, فإنّه يلعب بها إلى أن تضيع, لأنّه طفل جاهل, أمّا لو أعطيتها لصاحبها كبائع الذهب والمجوهرات فتجده يحافظ عليها, لأنّه يعرفها ويعرف قيمتها.. وكذلك الإنسان في معارفه لو عرف قيمة ما بيده, فإنّه لن يضيّعه, فإذا أردنا أن نكون رجالاً لا أطفالاً فحينئذٍ ما نأخذه من المكتسبات الجوهرية والدررية, لو عرفنا قيمتها لحافظنا عليها, وهذا يعني ضرورة أن نزداد معرفة, وأن نستصبح بنور الحسين(ع) ولا يكفي أن نحضر المجالس للثواب وللبكاء وأن تُغفر لنا ذنوبنا والإمام الحسين× يشفع لنا وحسب، ونحن لا نشك في ذلك كله, ولكن ليست المسألة منحصرة في الغفران, فالرسول(ص) يقول: >سلوا الله الفردوس، فإنها سُرّة الجنة< , وعنه(ص): >الفردوس سيد الجنان<,
المؤمن همّته عالية فهو ينظر إلى قِمّة الجبل ينظر إلى أقصى القوم, فحينئذٍ المؤمن ينظر إلى النهاية والقِمة, إنّ الله يحبّ معالي الأمور ويبغض سفاسفها, والمؤمن يتخلق بأخلاق الله, لذا يحبّ معالي الأمور, ومن ثم عندما يكتسب هذه المكتسبات ويعرف قيمتها, فإنّه يحافظ عليها, ففي الحديث الشريف بالنسبة إلى الحاج أنّ الله تعالى ينوّر قلبه ويبقى هذا النور في وجهه إلى أربعة أشهر ما دام لم يعص الله، ولكن إذا عصى الله يذهب هذا النور منه, كذلك سيد الشهداء(ع) فمن يستصبح بنور الإمام الحسين(ع) ويكون نورانياً فإنّه لا بدّ من أن يبقى النور معه, فإذا فقد النور عاش في الظلام, أي: عاش في الظلم, وإذا عاش الظلم فإنّه سيعيش في الذنوب والمعاصي, وبعدها سيعيش الشقاء, ثم يعيش النار لأنّ الذين شقوا في النار هم فيها خالدون. فإذا أردت أن أبقي على سعادتي من خلال سيد الشهداء(ع) والبكاء عليه, وحصلت على هذه المكتسبات الحسينية ببركة الله, لا بدّ من أن أحافظ عليها حتى أنّه من جاء بالحسنة فله عشر...
فلا بدّ من المجيء بالحسنة, لأنّ السيئات يذهبن الحسنات ويحرقنها, كما الحسنات يذهبن السيئات... فالبكاء على الإمام الحسين(ع) يذهب السيئات والذنوب, ولكن لو أذنبت مرة أخرى, فإنّ هذه الحسنة تذهب حينئذٍ, فلا بدّ من المجاهدة للنفس الأمارة بالسوء, وأن لا أعصي الله سبحانه وأكون مطيعاً له, فإذا كنت كذلك فأنا فزت بخير الدنيا والآخرة ولمثل هذا فليعمل العاملون وليتنافس المتنافسون وختامه مسك. هذا الذي يختم بالسعادة الحسينية هو الذي يحافظ على مكتسبات عاشوراء وكلّ يوم عاشوراء وكلّ أرض كربلاء.
حوار-مع-سماحة-آبة-الله-الأستاذ-السيد-عادل-العلوي-حفظه-الله
* هناك جملة من المكتسبات يحصل عليها المؤمن خلال إحياء هذه الذكرى ومع تصرمها قد يرى من نفسه حالة من التراجع، فقد يفقد شيئاً من هذه المكتسبات، فكيف يحافظ على هذه المكتسبات؟
* طوبى لمن عرف قدر نفسه... الطفل عندما يعطى بيده جوهرة فهو ما دام طفلاً ولم يعرف قدرها وقيمتها, فإنّه يلعب بها إلى أن تضيع, لأنّه طفل جاهل, أمّا لو أعطيتها لصاحبها كبائع الذهب والمجوهرات فتجده يحافظ عليها, لأنّه يعرفها ويعرف قيمتها.. وكذلك الإنسان في معارفه لو عرف قيمة ما بيده, فإنّه لن يضيّعه, فإذا أردنا أن نكون رجالاً لا أطفالاً فحينئذٍ ما نأخذه من المكتسبات الجوهرية والدررية, لو عرفنا قيمتها لحافظنا عليها, وهذا يعني ضرورة أن نزداد معرفة, وأن نستصبح بنور الحسين(ع) ولا يكفي أن نحضر المجالس للثواب وللبكاء وأن تُغفر لنا ذنوبنا والإمام الحسين× يشفع لنا وحسب، ونحن لا نشك في ذلك كله, ولكن ليست المسألة منحصرة في الغفران, فالرسول(ص) يقول: >سلوا الله الفردوس، فإنها سُرّة الجنة< , وعنه(ص): >الفردوس سيد الجنان<,
المؤمن همّته عالية فهو ينظر إلى قِمّة الجبل ينظر إلى أقصى القوم, فحينئذٍ المؤمن ينظر إلى النهاية والقِمة, إنّ الله يحبّ معالي الأمور ويبغض سفاسفها, والمؤمن يتخلق بأخلاق الله, لذا يحبّ معالي الأمور, ومن ثم عندما يكتسب هذه المكتسبات ويعرف قيمتها, فإنّه يحافظ عليها, ففي الحديث الشريف بالنسبة إلى الحاج أنّ الله تعالى ينوّر قلبه ويبقى هذا النور في وجهه إلى أربعة أشهر ما دام لم يعص الله، ولكن إذا عصى الله يذهب هذا النور منه, كذلك سيد الشهداء(ع) فمن يستصبح بنور الإمام الحسين(ع) ويكون نورانياً فإنّه لا بدّ من أن يبقى النور معه, فإذا فقد النور عاش في الظلام, أي: عاش في الظلم, وإذا عاش الظلم فإنّه سيعيش في الذنوب والمعاصي, وبعدها سيعيش الشقاء, ثم يعيش النار لأنّ الذين شقوا في النار هم فيها خالدون. فإذا أردت أن أبقي على سعادتي من خلال سيد الشهداء(ع) والبكاء عليه, وحصلت على هذه المكتسبات الحسينية ببركة الله, لا بدّ من أن أحافظ عليها حتى أنّه من جاء بالحسنة فله عشر...
فلا بدّ من المجيء بالحسنة, لأنّ السيئات يذهبن الحسنات ويحرقنها, كما الحسنات يذهبن السيئات... فالبكاء على الإمام الحسين(ع) يذهب السيئات والذنوب, ولكن لو أذنبت مرة أخرى, فإنّ هذه الحسنة تذهب حينئذٍ, فلا بدّ من المجاهدة للنفس الأمارة بالسوء, وأن لا أعصي الله سبحانه وأكون مطيعاً له, فإذا كنت كذلك فأنا فزت بخير الدنيا والآخرة ولمثل هذا فليعمل العاملون وليتنافس المتنافسون وختامه مسك. هذا الذي يختم بالسعادة الحسينية هو الذي يحافظ على مكتسبات عاشوراء وكلّ يوم عاشوراء وكلّ أرض كربلاء.
حوار-مع-سماحة-آبة-الله-الأستاذ-السيد-عادل-العلوي-حفظه-الله