اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

التجّلي الاعظم (سرّمن أسرار رسول الله محمد) (ج1)

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49874
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

التجّلي الاعظم (سرّمن أسرار رسول الله محمد) (ج1)

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

التجّلي الاعظم (سرّمن أسرار رسول الله محمد) (ج1)
إنّ مقام (الولاية العُظمى) لرسول الله الأعظم محمد| ولأهل بيته وعترته الأئمة المعصومين(ع)، من أهم الكمالات فيهم، بل ربما هو المحور الأول في الكمالات الأخرى، وأنه من الرتبة النّورية الإلهية ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ المتجلّية فيهم (اللّهم إني أسألك من نورك بأنوره وكلّ نورك نيّر اللّهم إني أسألك من نورك كلّه) (دعاء السحر في شهر رمضان المبارك).

ولاشكّ أنّ لرسول الله| وكذلك الإمام المعصوم(ع) من بعده أبعاد ثلاثة: البعد البشري والبعد النبوي والإمامي والبُعد الولائي.

أمّا الأول: فإنّه لا فرق بينهم وبين أي واحد من الناس والبشر كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾(فصلت: 6)فيأكل ويشرب ويتلذذ ويمرض ويشفى ويجوع ويشبع ويعطش ويرتوي وغير ذلك من الأفعال والأعمال البشرية والناسوتيّة.

فإنّه كما يقال في تعريف الإنسان في علم المنطق (حيوان ناطق)، فإنّ النبي الأعظم‘ مصداق من مصاديق الإنسان، وأمّا الكمالات النفسية الذاتية والعرضيّة لا تؤثر في هذا المفهوم المنطقي، فإنّه يطلق الإنسان على العالم والجاهل والغني والفقير وهكذا، وصدقه إنّما هو من ناحية ماهية الإنسان وحسب، وإلّا فربّما الفرق بين مصداق ومصداق من حيث الهوية الشخصية والسيرة الذاتية ما بين السماء والأرض، فأين الصالح من الطالح، والخيّر من الشريّر، والمؤمن من الكافر، والطيب من الخبيث، فمن الناس من هو سماوي ملكوتي في أخلاقه ومنهم من أُخلد إلى الأرض وكان في أسفل السافلين.

ثم الإنسان البشري كباقي الحيوانات يتكون من نطفة ومن العناصر المعروفة في صلب الرجال، ثم يستقر في الأرحام، ويتكامل حتى يولد بشراً وطفلاً ثم يطوي مراحل حياته من الطفولة والعبادة ثم الشبابية ثم الكهولة والعجز وأخيراً الموت ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ (آل عمران: 185) ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ (الزمر: 30)، فهذا في الجانب البشري فهو مقهور لنا موس الطبيعة من جهة وجوده الجسماني، وإن كانت الطبيعة مقهورة للنبي والإمام من الجانب الولائي، ومثاله: كمن يصنع السفينة الفضائية، فإنّه عند صعوده فيها إلى الفضاء، عليه ما على غيره وله ما لغيره من رعاية شرائط الصعود والهبوط، كمن صعد إلى القمر، فإنّه محكوم بطبيعته البشرية وبغرائزه وأحاسيسه وعواطفه وطبائعه.

نعم إنّما يمتاز النبي والإمام عن البشر في طهارة نطفتهما ومولدهما في الاصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة كما نقرء في زياراتهم ^ (أشهد إنك الطاهر المطهر كنت في الأصلاب الطاهرة والأرحام المطهرة) وأمّا باقي الأوصاف البشرية كاللون والشكل والشمائل فهم كما في البشر، فربما يكون أبيضاً وربّما يكون أسمراً يميل إلى السواد كالإمام الجواد ×، وربّما يكون ضعيفاً نحيفاً وربما يكون سميناً بديناً كالإمام الباقر×، فهذه الأوصاف والأحوال لا دخالة لها في رسالته وإمامته وولايته، فإنّه لا يخرج بذلك عن طوره البشري والنّاسوتي.

الثاني: النبوة والإمامة: فإنّ النبي في الأصل من النبوة بمعنى العلو أو من نبأ ومن الخبر ومعناه يأتي بأنباء السّماء وأخبارها بوحي من الله سبحانه في بيان الأحكام والشريعة الدينيّة لهداية البشر وسعادته وكماله.

والإمامة: قد ورد تعريفها في (علم الكلام) بأنّها: رياسة عامة في الدين والدنيا نيابة عن رسول الله‘، وعند الإمامية الإثني عشرية: بنصّ من الله سبحانه ونصب من رسوله، وعند غيرهم بالشورى واختيار البشر، فالإمامة في الثقافة والمصطلح الشيعي يدلّ على أنّ حكومة الإمام المعصوم كحكومة النبي على النّاس بلا تفاوت، فيجب إطاعته مطلقاً كما يجب إطاعة الله وإطاعة رسوله ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ (النساء: 59)، وإنّما يجب الإطاعة المطلقة لعصمته الذاتية الكلية ولعلمه اللّدني ولولايته العظمى.

وبإعتبار هذا المنصب الإلهي والنبوي كان من حقّه إقامة الحكومة والدولة والقضاء وإجراء الحدود وإقامة الجمعة والصلح والحرب وغير ذلك من القضايا السياسيّة والأمور الإقتصاديّة، والمسائل الإجتماعية والثقافية وغير ذلك. فالفارق بين الناس وبين النبي وكذلك الإمام الوصي، أنّه في النبي هو الوحي الإلهي ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ ﴾ (الكهف: 110)، وفي الإمام تبليغ لشريعة وصيانة ما جاء به النبي‘ وتنفيذ رسالته السّمحاء، فإنّه بمنزلة السلطة التنفيذية، كما أنّ النبي بمنزلة السلطة التقنینیة.


آية الله عادل العلوي قدس سره
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
الفردوس المحمدي
نائب المدير الإداري
مشاركات: 15019
اشترك في: الاثنين سبتمبر 13, 2010 9:00 pm
مكان: مع محمد وآل محمد (عليهم السلام)

Re: التجّلي الاعظم (سرّمن أسرار رسول الله محمد) (ج1)

مشاركة بواسطة الفردوس المحمدي »

‎بسم الله الرحمن الرحيم
‎اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
‎السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

‎أحسنتم وبارك الله فيكم
‎جزاكم الله عنا خير الجزاء
‎ربي يوفقكم ويسدد خطاكم بحق محمد وآل محمد
إلهي ... أنت كما أحب فاجعلني كما تحب
صورة العضو الرمزية
عاشق الحسن والحسين
مـشــرف
مشاركات: 13779
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2011 2:03 pm

Re: التجّلي الاعظم (سرّمن أسرار رسول الله محمد) (ج1)

مشاركة بواسطة عاشق الحسن والحسين »

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته 

اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ 
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك 
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام
صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 13029
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

Re: التجّلي الاعظم (سرّمن أسرار رسول الله محمد) (ج1)

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بالف خير
احسنتم بارك الله فيكم
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49874
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: التجّلي الاعظم (سرّمن أسرار رسول الله محمد) (ج1)

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على االمرور
يقينا كله خير

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“