بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
((ســــــــــورة عبــس))
((عَبَسَ)) عثمان بن عفان، أي قطب وجهه ((وَتَوَلَّى))، أي أعرض.
((أَن جَاءهُ الْأَعْمَى))، أي بسبب أن جاءه شخص أعمى. قالوا وكان الأعمى ابن مكتوم.
ثم أخذ السياق لـانيب عثمان بما فعله موجها الخطاب معه كما هو دأب القرآن في توجيه الخطاب إلى الناس، نحو "أأنتم أشد خلقاً؟" ((وَمَا يُدْرِيكَ)) أيها العابس ((لَعَلَّهُ يَزَّكَّى))، أي لعل الأعمى يتطهر بالعمل الصالح؟ فيكون الاعراض عنه إثماً، حيث أنه أعرض عن الزاكي الطاهر.
((أَوْ يَذَّكَّرُ))، أي يتذكر بسبب الوعظ والإرشاد، أصله "تذكر" ثم أدغمت التاء في الذال لقرب مخرجهما، فجيء بهمزة الوصل لتعذر الابتداء بالساكن، ((فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى))، والفرق بين الآيتين أن الأولى "زكاة" من نفسه والثانية "زكاة" بواسطة التذكير.
((أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى))، أي كان غنياً بالمال والآيتان من باب الاستفعال من جهة أن الشخص يطلب الغنى.
((فَأَنتَ)) يا عابس ((لَهُ تَصَدَّى))، أي تتعرض، أصله "تتصدى" حذفت إحدى تاءيه على القاعدة، أي تُقبل عليه وتحاوره.
((وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى))، أي لا تبالي هل هو زكي أم لا؟ فإن المال هو الذي يعظم في نفسك لا الدين، ولذا لا تبالي بالدين إذا كان الشخص ذا مال.
((فَأَنتَ)) أيها العابس ((عَنْهُ)) عن ذلك الساعي ((تَلَهَّى))، أي تتلهى - على غرار تصدى - أي تتغافل تشتغل بغيره لأنه فقير معدوم.
((كَلَّا)) ليس الأمر على ما زعمت من أن المال خير من الدين، ((إِنَّهَا)) - هذه الآيات - ((تَذْكِرَةٌ)) مذكرة بالحسن والقبيح الكامن في النفس والفطرة.
((فَمَن شَاء)) الخبر والسعادة ((ذَكَرَهُ))، أي ذكر ما أودع في نفسه وفطرته بأن عمل بالوعظ والإرشاد.
إن هذه التذكرة هي ((فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ)) عند الله سبحانه، والمراد "بالصحف" اللوح المحفوظ وسائر الألواح الموجودة في الملأ الأعلى.
((مَّرْفُوعَةٍ)) في السماء - حساً - أو معظمة مجللة - معنىً، ((مُّطَهَّرَةٍ))، أي منزهة من الخطأ والنقائص وما أشبهها.
((بِأَيْدِي سَفَرَةٍ))، أي أن تلك الصحف إنما هي بأيدي الملائكة الكرام، فإن "سفرة" جمع "سافر" وهو الكاتب، أو السفير.
((كِرَامٍ)) جمع كريم، أي ذوي مقامات رفيعة ((بَرَرَةٍ)) جمع "بار"، وهو المحسن.
ثم يأتي السياق ليتعجب من الكافر كيف يكفر بهذا الكتاب العظيم المنزل من عند الله - الذي هو الخالق وبيده أزمة كل شيء. ((قُتِلَ الْإِنسَانُ))، دعاء عليه، أي اللهم اقتله، والمراد به الجنس المنحرف بدلالة القرائن الآتية، ((مَا أَكْفَرَهُ))؟ تعجب من كفره وضلاله بعد وضوح الحجة وتمام المحجة.
((مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)) الله تعالى؟ أي ألا ينظر إلى أصل خلقه كيف خلقه تعالى من ماء مهين حتى جعله إنساناً بهذه الغرابة في الدقة والأجهزة والآلات؟
((مِن نُّطْفَةٍ))، أي قطرة من المني ((خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ))، أي قدر مزاياه وخصوصياته من حواسه ومشاعر وآلاته وأجهزته وكمه وكيفه وطوله وعرضه وغير ذلك.
((ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ))، أي يسر وسهل له سبيل الحياة، بأن هيأ له الأسباب والوسائل وأرشده إلى خيره وسعادته، والأصل يسر السبيل ثم حذف الجر على قاعدة القطع والتوصيل.
((ثُمَّ)) بعد أن انتهى أمده في الحياة ((أَمَاتَهُ)) بأن قبض روحه، ((فَأَقْبَرَهُ))، أي أدخله القبر، وهو المحل الذي يشتمل على جسمه بعد الموت وإن كان البحر أو نحوه، أو من باب الغلبة.
((ثُمَّ إِذَا شَاء)) وأراد سبحانه قيام القيامة ((أَنشَرَهُ))، أي بعثه حياً سوياً.
فهل تراه تهيأ للنشور واستعد لذلك اليوم العظيم بالإيمان والعمل الصالح؟ ((كَلَّا)) إنه في غفلة وسبات و((لَمَّا يَقْضِ))، أي لم يأت بعْدُ ((مَا أَمَرَهُ)) الله سبحانه من الإيمان والعمل الصالح.
ثم يأتي السياق لتذكير الإنسان بجملة من الآيات الكونية تدليلاً على وجوده بالآيات الآفاقية بعد أن ذكّره الآيات الأنفسية. ((فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)) الذي يأكله، ليتذكر أصل الخلقة ومن خلقها ليرعوي عن غيه وضلاله.
((أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء)) المطر من السماء ((صَبًّا))، أي إنزالاً.
((ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ)) بإخراج النبات منها ((شَقًّا)) حتى أن النبات الضعيف خرج من الأرض الصلبة.
((فَأَنبَتْنَا فِيهَا))، أي في الأرض ((حَبًّا))، أي جنس الحبوب من الحنطة والشعير وأمثالها.
((وَ)) أنبتنا فيها ((عِنَبًا))، خص بالذكر لكثرته ولذته وعظم فائدته ((وَقَضْبًا)) وهو القت الرطب الذي يقضب ويقطع مرة بعد أخرى لعلف الدواب.
((وَزَيْتُونًا)) وهو ما يعصر منه الزيت، ((وَنَخْلًا)) وهو الشجرة التي تعطي التمر.
((وَحَدَائِقَ)) جمع "حديقة" وهو البستان المحوط بالسور أو البستان الصغير ذو الأشجار والأوراد، ((غُلْبًا)) جمع "غلباء" وهي الحديقة العظيمة الملتفة الأشجار، كأنه مأخوذ من التغالب، لتغالب أشجارها في الارتفاع للاستفادة من الهواء والضياء.
((وَفَاكِهَةً))، أي سائر ألوان الفواكه ((وَأَبًّا)) وهو المرعى من الحشيش وغيره الذي يرعاه الحيوان.
وإنما أنبتنا كل ذلك ((مَّتَاعًا لَّكُمْ))، أي لأجل متاعكم وعيشتكم ((وَلِأَنْعَامِكُمْ))، أي بهائمكم، قالوا: الفاكهة لكم، والأب لأنعامكم.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين الطيبين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
شكرا لك أختي مسك النبي على هذا الطرح ,الله يعيطكِ العافية .
مأجورين .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجورنا وأجوركم
بارك الله فيك
شكرا جزيلا على الموضوع
طرح مبارك بإذن الله
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
تسلمي(مسك النبي الهادي) على الموضوع
بارك الله جهدك المميز
دمتي عطراً على صفحات المنتدى
احترامي وتقديري
ولاتنسى
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك،عش بالإيمان،عش بالأمل،عش بالحب،عش بالكفاح،وقدر قيمة الحياة
مأجورين بذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة (سلام الله عليها)
ربي يبارك فيكم ويحفظكم أختي مسك النبي على طرح تفسير الآيات المباركة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على روح القدس في عالم الذرعلى من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي مسك النبي جزيتم خير الجزاء
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد