سمٌ من بلاد الروم .. واحسناه
حفلت المصادرالإسلامية المعتبرة بالکثيرمن الروايات والأحاديث الشريفة التي أخبر فيها نبي الرحمة (صلی الله عليه وآله) أمته بالظلم الذي سينزل بأهل بيته (عليه السلام) ومنهم مولانا الإمام الحسن (سلام الله عليه). ومن هذه الأحاديث مارواه الشيخ الصدوق في أماليه بسنده عن ابن عباس قال: إن رسول الله کان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن فلما رآه بکی.
ثم قال: إني لما نظرت إليه تذکرت ما يجري عليه من الذل بعدي. فلا يزال الأمربه حتی يقتل بالسم ظلماً وعدواناً فعند ذلک تبکي الملائکة السبع الشداد لموته ويبکيه کل شيء. فمن بکاه لم تعم عينه يوم تعمي العيون ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه علی الصراط يوم تزل فيه الأقدام.
ومن ينبوع هذا العلم النبوي الذي ورثه من جده المصطفی (صلی الله عليه وآله) کان الامام المجتبی (عليه السلام) قد أخبرأهل بيته بذلک وبدس معاوية السم إليه عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس فقالوا له: أخرجها من منزلک وباعدها من نفسک، فأجابهم (عليه السلام) بجواب شبيه بجواب أبيه امير المؤمنين (عليه السلام) عن سؤال مماثل بشأن ابن ملجم، قال: کيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ولوأخرجتها لم يقتلني غيرها وکان لها عذرٌ عند الناس.
قال الامام الصادق (عليه السلام) في تتمة حديث بهذا الشأن رواه القطب الراوندي في کتاب الخرائج: فما ذهبت الأيام حتی بعث معاوية إليها مالاً جسيماً وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة الف درهم أيضاً ويزوجها من يزيد، وحمل إليها شربة سم تسقيها الحسن.
ثم کان أن انصرف (عليه السلام) الی منزله وهو صائم [يعني الصوم المستحب] فأخرجت له وقت الإفطار- وکان يوماً حاراً - شربة لبن وقد ألقت فيها ذلک السم فشربها وقال: يا عدوة الله قتلتيني قتلک الله والله لا تصيبن مني خلفاً ولقد غرک وسخرمنک والله يخزيک ويخزيه.
فمکث (عليه السلام) يومين ثم مضی [شهيداً] فغدرمعاوية بها ولم يف لها [أي لجعدة] بما عاهد عليه.
وثمة رواية معتبرة مروية في کتاب الإحتجاج ملفتة للإنتباه تذکر أن معاوية دس لمولانا الحسن المجتبی (عليه السلام) السم مرتين ولم يؤثر فيه السم وعولج منه فسعی للحصول علی سم لا علاج له من الروم. وهي مروية عن مولانا الامام (عليه السلام) ضمن حديثه مع سالم بن أبي جعد بعد أن سقی السم؛ وقد قال (عليه السلام) في هذا الحديث: أنه (يعني معاوية) کتب الی ملک الروم يسأله أن يوجه إليه من السم القتال شربة، فکتب إليه ملک الروم: لا يصلح لنا في ديننا أن نعين علی قتال من لا يقاتلنا.
فکتب معاوية اليه: أن هذا [يعني الذي يريد أن يقتله بهذا السم] هو ابن الرجل الذي خرج بأرض تهامة، وقد خرج يطلب ملک أبيه وأنا أريد أن أدس من يسقيه ذلک فأريح العباد والبلاد منه. ووجه [معاوية] اليه بهدايا وألطاف فوجه اليه ملک الروم بهذه الشربة التي دس فيها فسقيتها واشترط [أي ملک الروم] عليه في ذلک شروطا.
وکان سبط الرسول وشبيهه ووارث هيبته وسؤدده ورحمته بالعالمين الحسن المجتبی (عليه السلام) قد أوصی بأن يدفن الی جوارجده (صلی الله عليه وآله) ولکنه کان علی علمٍ بأن أقطاب الفتنة الأموية لن يسمحوا بذلک، ولکي يرفع عن المسلمين أبسط أنواع الأذی أوصی أخاه الحسين (عليه السلام) أن يجدد بجثمانه عهداً برسول الله (صلی الله عليه وآله) ثم ينقله الی البقيع لکي يدفن في جوار قبر جدته السيدة الجليلة فاطمة بنت أسد سلام الله عليها.
وهکذا کان الأمرفقد منع مروان بن الحکم ومعه أقطاب الفتنة الحسين (عليه السلام) من دفن جسد الإمام المجتبی عند جده (صلی الله عليه وآله)، فنقله وقد شک جسده بسهام أهل الفتنة الی البقيع لکي يدفن فيه مظلوماً في حياته وبعد مماته.
أيام خالدة
حفلت المصادرالإسلامية المعتبرة بالکثيرمن الروايات والأحاديث الشريفة التي أخبر فيها نبي الرحمة (صلی الله عليه وآله) أمته بالظلم الذي سينزل بأهل بيته (عليه السلام) ومنهم مولانا الإمام الحسن (سلام الله عليه). ومن هذه الأحاديث مارواه الشيخ الصدوق في أماليه بسنده عن ابن عباس قال: إن رسول الله کان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن فلما رآه بکی.
ثم قال: إني لما نظرت إليه تذکرت ما يجري عليه من الذل بعدي. فلا يزال الأمربه حتی يقتل بالسم ظلماً وعدواناً فعند ذلک تبکي الملائکة السبع الشداد لموته ويبکيه کل شيء. فمن بکاه لم تعم عينه يوم تعمي العيون ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه علی الصراط يوم تزل فيه الأقدام.
ومن ينبوع هذا العلم النبوي الذي ورثه من جده المصطفی (صلی الله عليه وآله) کان الامام المجتبی (عليه السلام) قد أخبرأهل بيته بذلک وبدس معاوية السم إليه عن طريق زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس فقالوا له: أخرجها من منزلک وباعدها من نفسک، فأجابهم (عليه السلام) بجواب شبيه بجواب أبيه امير المؤمنين (عليه السلام) عن سؤال مماثل بشأن ابن ملجم، قال: کيف أخرجها ولم تفعل بعد شيئاً ولوأخرجتها لم يقتلني غيرها وکان لها عذرٌ عند الناس.
قال الامام الصادق (عليه السلام) في تتمة حديث بهذا الشأن رواه القطب الراوندي في کتاب الخرائج: فما ذهبت الأيام حتی بعث معاوية إليها مالاً جسيماً وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة الف درهم أيضاً ويزوجها من يزيد، وحمل إليها شربة سم تسقيها الحسن.
ثم کان أن انصرف (عليه السلام) الی منزله وهو صائم [يعني الصوم المستحب] فأخرجت له وقت الإفطار- وکان يوماً حاراً - شربة لبن وقد ألقت فيها ذلک السم فشربها وقال: يا عدوة الله قتلتيني قتلک الله والله لا تصيبن مني خلفاً ولقد غرک وسخرمنک والله يخزيک ويخزيه.
فمکث (عليه السلام) يومين ثم مضی [شهيداً] فغدرمعاوية بها ولم يف لها [أي لجعدة] بما عاهد عليه.
وثمة رواية معتبرة مروية في کتاب الإحتجاج ملفتة للإنتباه تذکر أن معاوية دس لمولانا الحسن المجتبی (عليه السلام) السم مرتين ولم يؤثر فيه السم وعولج منه فسعی للحصول علی سم لا علاج له من الروم. وهي مروية عن مولانا الامام (عليه السلام) ضمن حديثه مع سالم بن أبي جعد بعد أن سقی السم؛ وقد قال (عليه السلام) في هذا الحديث: أنه (يعني معاوية) کتب الی ملک الروم يسأله أن يوجه إليه من السم القتال شربة، فکتب إليه ملک الروم: لا يصلح لنا في ديننا أن نعين علی قتال من لا يقاتلنا.
فکتب معاوية اليه: أن هذا [يعني الذي يريد أن يقتله بهذا السم] هو ابن الرجل الذي خرج بأرض تهامة، وقد خرج يطلب ملک أبيه وأنا أريد أن أدس من يسقيه ذلک فأريح العباد والبلاد منه. ووجه [معاوية] اليه بهدايا وألطاف فوجه اليه ملک الروم بهذه الشربة التي دس فيها فسقيتها واشترط [أي ملک الروم] عليه في ذلک شروطا.
وکان سبط الرسول وشبيهه ووارث هيبته وسؤدده ورحمته بالعالمين الحسن المجتبی (عليه السلام) قد أوصی بأن يدفن الی جوارجده (صلی الله عليه وآله) ولکنه کان علی علمٍ بأن أقطاب الفتنة الأموية لن يسمحوا بذلک، ولکي يرفع عن المسلمين أبسط أنواع الأذی أوصی أخاه الحسين (عليه السلام) أن يجدد بجثمانه عهداً برسول الله (صلی الله عليه وآله) ثم ينقله الی البقيع لکي يدفن في جوار قبر جدته السيدة الجليلة فاطمة بنت أسد سلام الله عليها.
وهکذا کان الأمرفقد منع مروان بن الحکم ومعه أقطاب الفتنة الحسين (عليه السلام) من دفن جسد الإمام المجتبی عند جده (صلی الله عليه وآله)، فنقله وقد شک جسده بسهام أهل الفتنة الی البقيع لکي يدفن فيه مظلوماً في حياته وبعد مماته.
أيام خالدة